هاجم عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، من خلال خرجة إعلامية بمؤسسة الفقيه التطواني، في الوقت الذي تستعد فيه الأحزاب السياسية لخوض غمار الانتخابات المقبلة. ووجه وهبي، اتهامات مبطنة إلى المسؤول الحكومي ورئيس التجمعيين، بتسخيره لجهات وجمعيات في إطار التسخينات الانتخابية، إضافة إلى اتهامات أخرى تتعلق بتدبيره لقطاع الفلاحة.
من جهته اختار وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عزيز أخنوش، الرد بشكل ضمني على تصريحات وهبي، حيث قال "كاين اللي كيزرع العمل وكاين اللي كيزرع الهضرة"، مضيفا أن وزارته ستظل تعمل على هذه المشاريع إلى آخر لحظة من عمر هذه الحكومة، وأردف قائلا: "كنبغي نقول لأطر الوزارة مايهمكم تا واحد، كملو فخدمتكم".
فهل انتهى شهر العسل، بين حزب "البام" وحزب "الأحرار"، مع قرب الانتخابات، خاصة بعد تغيير القوانين الانتخابية واعتماد القاسم الانتخابي الذي سيمنح أحزابا سياسية أحجاما متقاربة بعد المصادقة النهائية على القوانين الانتخابية.
عبد المنعم الكزان الباحث في السوسيولوجيا السياسية، قال في تصريح ل"الأيام24″، أنه قبل الحديث عن علاقة الأحرار بالبام ،لابد أن نشير إلى أن تصريحات وهبي لا تعكس شخصية رجل دولة، لأن مثل هذه التصريحات تضرب في العمق في الرأسمال التنظيمي المؤسساتي للمغرب، باعتباره وجه من أوجه الرأسمال لا مادي للوطن و الذي يشكل 70%من ثروة المغربية.
وأبرز أنه كان من المفروض على محامي كوهبي وبرلماني في نفس الوقت، إما اللجوء إلى وسائل الرقابة البرلمانية، بدءا من السؤال الكتابي والشفوي أو لجان تقصي الحقائق، أو مراسلة هيئات الحكامة، أو اللجوء إلى القضاء، خصوصا أن عبد اللطيف وهبي بنفسه صوت داخل قبة البرلمان على مشروع قانون المالية المرتبط بتفويت الأسهم والحصص من رسوم التسجيل.
وأضاف المتحدث، أنه بخصوص الحديث عن نهاية العلاقة بين حزب الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار، فإن الأمر مستبعد بل أن الأمر مرتبط فقط بفشل التوافق بين "الأحرار" و"البام" حول دوائر معينة قبل الإنتخابات خصوصا في الرباط وتارودانت، الرحامنة.
كما أن الصراع حول إستقطاب الأعيان، يؤكد الكزان، زاد من حجم الأزمة بين الحزبين، وبالتالي لا يمكن أن نجزم بالقول أنه نهاية شهر العسل كخط سياسي بل هو تفاوض مصالحي صرف، يتم تحديد من خلاله خارطة الدوائر الإنتخابية من جهة، وخارطة الحقائب الوزارية، ثم رئاسة البرلمان أو الجماعات الترابية مستقبلا.
وزاد المحلل السياسي بالقول، أن حزب الأصالة والمعاصرة لحدود الآن لا يمتلك برنامجا إنتخابيا، أي بعبارة أخرى الصراع ليس حول المشاريع، بل حول بناء توافقات إنتخابية صرفة يمكن أن يتم حلها في القريب من الأيام من خلال توافقات فوقية، طبعا إذا لم تتدخل النيابة العامة لفتح تحقيق في خطورة إتهامات وهبي لقيادات الأحرار مما قد يدفعها قدما لإسترجاع هذا الخفوت الذي بدأ يعتري الثقة في المؤسسات.