منذ أعمال الشغب الدامية التي اندلعت في "الربيع الأسود" في نيسان/أبريل 2001 في منطقة القبائل في شمال شرق الجزائر، شهد الأمازيغ تلبية بعض مطالبهم المتعلقة بالهوية، لكنهم يشاركون بقوة في الحراك الشعبي حتى لا تتكرر المأساة.
وتوفي بعد يومين، بالتزامن مع ذكرى "الربيع الأمازيغي" في 20 نيسان/أبريل 1980، عندما قامت السلطات بقمع المظاهرات المؤيدة للأمازيغية، فاندلعت أعمال شغب أشعلت المنطقة.
وانتشرت أعمال الشغب، التي غذاها السخط الاجتماعي، في كل منطقة القبائل ثم مناطق أخرى من الشرق، ولا سيما في الأوراس.
ونزل السكان إلى الشوارع للمطالبة بإغلاق مقرات الدرك الوطني في المنطقة. وتحولت المظاهرات إلى أعمال شغب، ثم مواجهات مع قوات الأمن التي أطلق عناصرها الرصاص الحي.
وأصبحت لجان القرى (العروش) في منطقة القبائل في مقدمة الحركة الاحتجاجية. فنجحت، من خلال خلق "تنسيقية"، في حشد مئات الآلاف في مسيرة في 21أيار/مايو في تيزي وزو وفي 14 حزيران/يونيو في الجزائر العاصمة.
وأعطت أعمال الشغب، التي أسفرت عن 126 قتيلا وآلاف الجرحى، ب عد ا سياسي ا واجتماعي ا لقضية الهوية الأمازيغية بجوهرها الثقافي منذ عام 1980.
قرر الرئيس آنذاك عبد العزيز بوتفليقة – الذي انتخب قبل عامين من ذلك على أساس تعه ده إحلال السلام في بلد دمره تمرد إسلامي – تشكيل لجنة تحقيق، وعهد برئاستها إلى الخبير القانوني محند إسعد، وهو من منطقة القبائل.
في منتصف كانون الاول/ديسمبر 2017، تظاهر مئات الطلاب لمدة أسبوع في عدة مدن، خاصة في منطقة القبائل، بعد رفض تعديل برلماني ينص على "تعميم تدريس الأمازيغية في جميع المدارس الحكومية والخاصة" في الجزائر مع إضفاء الطابع "الإجباري" على القرار.
ومناسبة "ين اير"، تم الاحتفال بها لفترة طويلة في الجزائر – لا سيما في المناطق الناطقة باللغة الأمازيغية حيث كان هذا اليوم عطلة بحكم الأمر الواقع – لكن الرئيس بوتفليقة اعطاها طابع ا رسمي ا، حيث أعلن أنه يوم عطلة في الجزائر "لتوطيد الوحدة الوطنية".
حشد الحراك السلمي الناس بقوة في منطقة القبائل المتمردة بطبيعتها، وسي حكم على عشرات المتظاهرين بالسجن بتهمة رفع الراية الأمازيغية، التي منعها الجيش في المسيرات. لكن الراية لم تختف تمام ا.