فُجع رواد مواقع التواصل بخبر انقطاع الأكسجين عن المصابين بفيروس كورونا في مستشفى السلط بمحافظة البلقاء الأردنية، الأمر الذي أدى لوفاة مرضى واستقالة وزير الصحة لاحقا. Getty Images ووقع الحادث في قسم يعالج فيه أكثر 150 مريض كورونا وتسبب في وفاة 7مرضى على الأقل، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية نقلا عن الحكومة . وعقدت الحكومة اجتماعا طارئا لبحث تداعيات الحادثة، وأعلنت حالة الطوارئ القصوى في كل مستشفيات البلاد. كما توجه الملك الأردني عبد الله الثاني إلى مستشفى السلط الحكومي الذي غصت ساحاته بالأهالي منذ ساعات الصباح الأولى. وأظهرت مقاطع مصور على تويتر جانبا من المأساة وحالة الحزن والهلع التي طالت أهالي المرضى. وتظهر أحد اللقطات تجمع الأهالي أمام المستشفى وهم يرددون شعارات غاضبة، فيما حاولت قوات الأمن تطويق المستشفى وتهدئة الناس. كما نقلت مقاطع أخرى شهادات ذوي الضحايا، إذ يقول شاب إنه اضطر للبحث لساعات عن الأكسجين، حتى يسعف والده المريض الذي كان ممدا في ممرات المستشفى، وفق روايته. "حادثة تدق ناقوس الخطر" حالة الهلع التي عاشها أردنيون على مدى الساعات الماضية، دفعت مغردين إلى إطلاق عدة وسوم للتعبير عن غضبهم والمطالبة بمحاسبة "المستهترين حتى لا تتكرر الفاجعة". وتجاوز صدى الحادثة الأردن ليصل دولا عربية أخرى، حيث تصدر وسم (#مستشفي_السلط) قائمة المواضيع الأكثر تداولا في مصر وعدد من دول الخليج. وتحدث مغردون عما وصفوه ب "الإهمال المتراكم في التعامل مع أزمة كورونا"، قائلين إن "ما حدث في مستشفى السلط يعكس الحالة المتردية في المستشفيات الحكومية التي لم تعد قادرة على تحمل المزيد من عدم المبالاة". وأشار نشطاء إلى أن "مشكلة نقص الأكسجين في مستشفى السلط مستمرة منذ عدة أسابيع، وأن نداءات الطواقم الطبية وتحذيرات أهالي المرضى لم تلق أذنا صاغية". ووصف مغردون ما حدث في السلط ب "الجريمة النكراء". ورغم أن الواقعة لم تقتصر على إقالة وزير الصحة الأردني ومدير المشفى والمسؤولين عن تزويده بالأكسجين. لم يقتنع العديد من المواطنين بتلك القرارات، بل وصفوها بأنها "حل تخديري". وطالب كثيرون بإقالة كل الحكومة وإحالة جميع المسؤولين عن الواقعة إلى القضاء. وفي هذا السياق، حذرت روى ديبات من أن تمر الحادثة دون محاسبة قضائية كأنها "حدث عابر أو مجرد ترند سيختفي بانتهاء الجدل أو دفن الضحايا". في حين تناقل آخرون مقاطع مصورة للملك الأردني وهو يوبخ الطواقم الطبية في المستشفى ، معبرين عن ثقتهم بملكهم وجديته في محاسبة المقصرين في الدولة. مقارنات وحوادث مشابهة أعادت المشاهد القادمة من مستشفى السلط إلى أذهان المغردين العرب ذكرى الحوادث المأسوية التي هزت بلدانهم في السنوات الأخيرة. وتذكر أردنيون حادثة البحر الميت التي أودت بحياة أكثر من عشرين شخصا غالبيتهم أطفال بعد أن جرفت السيول حافلتهم. كما عقد مغردون مصريون وأردنيون مقارنة بين ما حدث في مستشفى السلط الأردني وواقعة مستشفى الحسينية المصري. وكانت تقارير مصرية قد تحدثت في يناير الماضي عن وفاة مصابين بفيروس كورونا بسبب نقص الأكسجين. بينما اكتفى آخرون بنشر رسوم كاريكاتورية تحاكي ما وصفه ب "الواقع المرير في المنطقة العربية". ويشهد الأردن منذ أسابيع ارتفاعا في الإصابات اليومية بفيروس كورونا، وسجل الجمعة 55 وفاة، وأكثر من 7700 إصابة، ووصلت الحصيلة الإجمالية إلى 464 ألف إصابة و5224 وفاة.