بدأ الحديث عن تغيير رئيس الحكومة عبدالإله بن كيران يتسلل بخجل داخل الأوساط المغربية وهناك كلام عن استبداله بشخصية أخرى من داخل حزب العدالة والتنمية وذلك على ضوء الانسداد الذي وصلت إليه مشاورات تشكيل الحكومة. ويرى بعض المراقبين أن الخروج من حالة الانسداد يستدعي تدخل الملك محمد السادس لتعيين رئيس حكومة جديد من حزب العدالة والتنمية غير عبدالإله بن كيران.
ورغم لقاء بن كيران مؤخرا، بالأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار عزيز اخنوش، فإن المأزق السياسي بقي يراوح مكانه، الأمر الذي دفع مراقبين إلى توقع عودة بن كيران إلى الملك محمد السادس وإعلان فشله.
وينص الفصل 47 من دستور المملكة الجديد، على أن يقوم “الملك بتعيين رئيس حكومة من الحزب السياسي الذي تصدر انتخابات مجلس النواب”.
ولا يسمح هذا الفصل بالذهاب إلى الحزب الثاني، ولكنه مفتوح على تعيين شخص ثان بدل الشخص الأول الذي تم تكليفه في حالة فشل في تشكيل الحكومة.
وتعليقا على ذلك، قال الباحث في العلوم السياسية حسن طارق في اتصال مع “العرب” إن تعثر مسار المفاوضات لم يرتق بعد لأن يكون أزمة سياسية أو دستورية لأن الدستور كان واضحا والملك طبق بطريقة سلسة مقتضيات الوثيقة الدستورية وعين رئيس الحكومة من الحزب المتصدر للانتخابات.
وأضاف طارق أن المشكلة التي تسببت في جمود المشاورات راجعة بالأساس إلى طبيعة المفاوضات بين حزبي العدالة والتنمية وحزب التجمع الوطني للأحرار وإلى الشروط التي قدمها هذا الحزب.
وأشار إلى أن هناك موعدا في الأفق بين هذين الحزبين وآنذاك سيتم تقييم مجمل المفاوضات التي توصل إليها بن كيران و”حينها يمكننا الحكم على ما يقع، أما الحديث عن تعين شخصية أخرى غير شخصية بن كيران فهو أمر غير مطروح”.
من جهته يرى رئيس المرصد المغربي للسياسات العمومية رضا الهمادي، في تصريح ل”العرب” أن “إمكانية تعيين شخص آخر غير بن كيران كرئيس للحكومة دون إعادة الانتخابات أمر مستبعد و شبه مستحيل وإذا حدث فسيكون انقلابا على التعاقد الدستوري ل2011”.
و بحسب الهمادي تبقى أسلم طريقة لحل هذا الانسداد السياسي تشكيل حكومة أقلية أو إعادة الانتخابات وهو ما سيفرز حتما نسبة مشاركة جد متدنية وخارطة حزبية مختلفة نسبيا عن الخارطة الحالية، وهي مناسبة للتفكير جديا في إعادة النظر في النظام الانتخابي المغربي حتى يفرز لنا أغلبية واضحة المعالم و يتجاوز حالة البلقنة الحالية وذلك بإعادة الرفع من العتبة الانتخابية ولمَ لا التفكير في نظام انتخابي من دورين.
وسارع بن كيران إلى حشد الأذرع الموازية لحزبه، داعيا إياها للتشبث به رئيسا للحكومة المقبلة وعدم التفريط فيها أو التنازل عنها.
وشدد بن كيران خلال لقاء مع شبيبة حزبه السبت، على “ضرورة الثبات على المنهج الذي تأسس عليه هذا المشروع، والأخذ بالقيم والمبادئ التي نسترشد بها في المسار الإصلاحي” حسب تعبيره.