مرة أخرى، جعل الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، من قضية الصحراء المغربية، مادته الرئيسية في خطاب ألقاه إلى الأمة مساء الخميس، حيث أعاد تكرار أسطونة الصحراء بكونها قضية "تصفية استعمار"، متجاهلا دعوات الرباط لفتح حوار مباشر لإنهاء المشاكل العالقة بين البلدين. واعتبر الرئيس الجزائري، أن "موقف بلاده ثابت تجاه الصحراء الغربية آخر قضية تصفية استعمار في أفريقيا، مضيفا أنه "لا يوجد حل للقضية الصحراوية خارج احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير"، حسب قوله.
وأشار إلى ما وصفهم ب"الأشقاء الصحراويين"، يجب أن يتمتعوا بحقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير، حسب تعبيره.
ويتساءل مراقبون، عن السبب الذي يجعل تبون، يصر على جعل قضية الصحراء المغربية، في جل خطاباته الرسمية، التي تروج لأطروحة جبهة "البوليساريو"، إذ يعتبر مرارا وتكرارا أن قضية الصحراء قضية "تصفية استعمار وجب حلها من خلال تنظيم استفتاء تقرير المصير"، في الوقت الذي تلقى هذه الأطروحة رفضا دوليا واسعا، أمام قبولا واسعا للمقترح المغربي الذي وضعه على طاولة الأممالمتحدة منذ العام 2007، والقاضي بمنح الأقاليم الجنوبية للمملكة، حكما ذاتيا موسعا.
ومنذ حرب الرمال، لم تهدأ الجزائر في مناوراتها ضد المغرب، حتى تأسست جبهة البوليساريو سنة 1973، وواصل الأشقاء الجيران، دعمهم للجبهة بالمال والسلاح.
آخر مناورات اللوبي الجزائري في واشنطن، هي تحرك 27 نائبا في الكونغرس الأمريكي، مساء الأربعاء، لحث الرئيس جو بايدن للتراجع عن إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يعترف بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء.
وإعتبر أعضاء اللوبي الجزائري بالكونغرس الأمريكي، في رسالة وجهوها إلى الرئيس بايدن، القرار الذي اتخذته الإدارة السابقة في 11 دجنبر 2020 بالاعتراف رسميا بسيادة المغرب على صحرانه، "قصير النظر ويقوض عقودا من السياسة الأمريكية التي عرفت بها مما تسبب في استياء عدد كبير من الدول الأفريقية"، معتبرين أنه لهذا الغرض حث الموقعون على الرسالة، الرئيس بايدن للتراجع على هذا القرار.
ويأتي هذا التحرك بعد أيام من رسالة وجهها البرلمان الجزائري إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن يدعوه فيها إلى مراجعة قرار سلفه دونالد ترامب بخصوص الاعتراف بمغربية الصحراء.
وهي الخطوة التي رد عليها البرلمان المغربي، حيث أرسل رؤساء الفرق والمجموعات النيابية بشأنها مذكرة جوابية إلى البرلمان الجزائري والكونغرس الأمريكي.
ويعول خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، على إقناع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتراجع عن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء تحت مبرر الحفاظ على المصالح مع الجزائر، لكن مصادر دبلوماسية، أشارت أن الإدارة الأمريكية، لن تتراجع عن قرار الرئيس الأسبق دونالد ترامب.
وحرك الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ردود فعل كثيرة، ومتباينة يمكنها أن تدفع بالملف إلى مراحل متقدمة.
الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، كان قد قال عقب توقيع اتفاق يعترف بسيادة المغرب على الصحراء، إن "اقتراح المغرب الجاد والواقعي بحكم ذاتي، هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم من أجل السلام والرخاء".
ووفقا للإعلان الذي وقعه ترامب، تعتقد إدارة الولاياتالمتحدة، أن إقامة ''دولة مستقلة'' في الصحراء المغربية، ليس خيارا واقعيا لحل الصراع.