وجه الخبير في الشؤون الدبلوماسية والعلاقات الدولية في واشنطن، سمير بنيس، رسالة إلى المغرب، فحواها ضرورة التحرك بسرعة من أجل إحباط مخططات الجزائر وحلفائها في واشنطن والحيلولة دون تفكير الرئيس الأمريكي جو بايدن في إلغاء قرار الاعتراف بمغربية الصحراء. ووجه 27 عضواً من أعضاء مجلس الشيوخ بزعامة عراب البوليساريو أحد أكبر داعميه السناتور مايك إنهوف والسناتور الديمقراطي باتريك ليهي، الأربعاء، رسالة إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من أجل التراجع عن "قرار الرئيس الأسبق دونالد ترامب القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء"، معتبرين أن قرار الإدارة الأمريكية السابقة، كان خطأ ولا يعكس السياسة الأمريكية طويلة الأمد تجاه قضية الصحراء، حسب قولهم.
وأوضح الخبير المغربي، أن "هذه الرسالة ما هي إلا نتيجة للجهود التي تقوم بها شركة العلاقات Foley Hoag التي تعمل لصالح الجزائر وتركز بشكل حصري على الصحراء".
وأضاف بنيس، "أنه علينا ألا نركن إلى الوراء ونظن أننا وصلنا إلى بر الأمان. فخصوم المغرب عاقدون العزم على الضغط الإدارة الأمريكية من أجل إحراجها وجعل هذا الملف موضوع رأي عام.".
وأشار إلى أنه "بالتالي، على المغرب أن يتحرك وأن يطلب من شركات العلاقات التي تعمل لصالحه لإثبات أحقيتها في الحصول على الأموال التي تحصل عليها كل سنة للدفاع عن مصالح المغرب، معتبرا أن المعركة لا زالت مستمرة ولا شي حسم بعد وعلى المغرب أن يستعمل كل أوراقه للحفاظ على مكتسابته".
وإعتبر أعضاء اللوبي الجزائري بالكونغرس الأمريكي، في رسالة وجهوها إلى الرئيس بايدن، القرار الذي اتخذته الإدارة السابقة في 11 دجنبر 2020 بالاعتراف رسميا بسيادة المغرب على صحرانه، "قصير النظر ويقوض عقودا من السياسة الأمريكية التي عرفت بها مما تسبب في استياء عدد كبير من الدول الأفريقية"، معتبرين أنه لهذا الغرض حث الموقعون على الرسالة، الرئيس بايدن للتراجع على هذا القرار.
ويأتي هذا التحرك بعد أيام من رسالة وجهها البرلمان الجزائري إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن يدعوه فيها إلى مراجعة قرار سلفه دونالد ترامب بخصوص الاعتراف بمغربية الصحراء.
وهي الخطوة التي رد عليها البرلمان المغربي، حيث أرسل رؤساء الفرق والمجموعات النيابية بشأنها مذكرة جوابية إلى البرلمان الجزائري والكونغرس الأمريكي.
ويعول خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، على إقناع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتراجع عن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء تحت مبرر الحفاظ على المصالح مع الجزائر، لكن مصادر دبلوماسية، أشارت أن الإدارة الأمريكية، لن تتراجع عن قرار الرئيس الأسبق دونالد ترامب.
وحرك الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ردود فعل كثيرة، ومتباينة يمكنها أن تدفع بالملف إلى مراحل متقدمة.
الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، كان قد قال عقب توقيع اتفاق يعترف بسيادة المغرب على الصحراء، إن "اقتراح المغرب الجاد والواقعي بحكم ذاتي، هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم من أجل السلام والرخاء".
ووفقا للإعلان الذي وقعه ترامب، تعتقد إدارة الولاياتالمتحدة، أن إقامة ''دولة مستقلة'' في الصحراء المغربية، ليس خيارا واقعيا لحل الصراع.
ومن شأن هذا القرار أن يدفع دول أخرى خاصة في الاتحاد الأوروبي بالنسج على المنوال الأمريكي.