منذ حرب الرمال، لم تهدأ الجزائر في مناوراتها ضد المغرب، حتى تأسست جبهة البوليساريو سنة 1973، وواصل الأشقاء الجيران، دعمهم للجبهة بالمال والسلاح. آخر مناورات اللوبي الجزائري في واشنطن، هي تحرك 27 نائبا في الكونغرس الأمريكي امس، لحث الرئيس جو بايدن للتراجع عن إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يعترف بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء.
وطالب نواب الشيوخ الأمريكي من إدارة الرئيس الجديد اعادة واشنطن الى إلتزامها بإجراء إستفتاء لما يسمى ''تقرير مصير الشعب الصحراوي''.
وإعتبر أعضاء الكونغرس في رسالة وجهوها الى الرئيس بايدن, قرار ترامب "قصير النظر ويقوض عقودا من السياسة الأمريكية التي عرفت بها مما تسبب في استياء عدد كبير من الدول الأفريقية". على حد تعبيرهم.
ومن بين النواب ال27 لموقعين على الرسالة باتريك ليهي وجيم إينهوف، المعروف بدعمه لطرح الانفصالي، وجون بوزمان وماريا كانتويل، وآخرون.
ويأتي هذا التحرك بعد أيام من رسالة وجهها البرلمان الجزائري إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن يدعوه فيها إلى مراجعة قرار سلفه دونالد ترامب بخصوص الاعتراف بمغربية الصحراء.
وهي الخطوة التي رد عليها البرلمان المغربي، حيث أرسل رؤساء الفرق والمجموعات النيابية بشأنها مذكرة جوابية إلى البرلمان الجزائري والكونغرس الأمريكي.
هذا التحرك الحثيث للوبي الجزائري في واشنطن يأتي متزامنا مع تحركات إعلامية جزائرية ضد الوحدة الترابية، في الاتحاد الأفريقي، لم تنجح في إقناع مؤسسات الاتحاد بالبث في الملف، الذي يبقى شأنا أمميا.
كما أنه يأتي في وقت تعرف فيه قضية الصحراء المغربية زخما دبلوماسيا، على المستوى القاري والدولي بعد قرار الاعتراف الأمريكي، وافتتاح قنصليات في الصحراء من قبل دول اقتنعت بمقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب.
وجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، كان قد قال عقب توقيع اتفاق يعترف بسيادة المغرب على الصحراء، إن "اقتراح المغرب الجاد والواقعي بحكم ذاتي، هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم من أجل السلام والرخاء".
ووفقا للإعلان الذي وقعه ترامب، تعتقد إدارة الولاياتالمتحدة، أن إقامة ''دولة مستقلة'' في الصحراء ، ليس خيارا واقعيا لحل الصراع.
ومن شأن هذا القرار أن يدفع دولا أخرى، خاصة في الاتحاد الأوروبي بالنسج على المنوال الأمريكي.