بعدما استعانت باللوبي الموالي لها في أمريكا بتوجيه رسالة إلى الرئيس جو بايدن، من أجل التراجع عن قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، حشدت الجزائر هذه المرة اللوبي الموالي لها في أوروبا، الممثل فيما يسمى ب"مجموعة جنيف"، التي دعت مجلس الشيوخ الأمريكي إلى إعلان قرار الرئيس الأسبق دونالد ترامب "باطلا". ففي رسالة مفتوحة لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، اعتبرت المنظمات غير الحكومية الموالية للجزائر، "أن القرار الذي اتخذه ترامب في 10 دجنبر الماضي حول الصحراء المغربية"، يغذي النزاع" بالمنطقة .
وتعتبر المجموعة أن ترامب " انتهاك القانون الدولي و قرارات محكمة العدل الدولية و محكمة العدل للاتحاد الأوروبي و مبادئ ميثاق الاممالمتحدة و قرارات أجهزتها الثلاثة و قرارات الاتحاد الافريقي..".
ووجه اللوبي الجزائري في أمريكا، الأربعاء، رسالة إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من أجل التراجع عن "قرار الرئيس الأسبق دونالد ترامب القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء"، معتبرين أن قرار الإدارة الأمريكية السابقة، كان خطأ ولا يعكس السياسة الأمريكية طويلة الأمد تجاه قضية الصحراء، حسب قولهم.
وإعتبر أعضاء اللوبي الجزائري بالكونغرس الأمريكي، في رسالة وجهوها إلى الرئيس بايدن، القرار الذي اتخذته الإدارة السابقة في 11 دجنبر 2020 بالاعتراف رسميا بسيادة المغرب على صحرانه، "قصير النظر ويقوض عقودا من السياسة الأمريكية التي عرفت بها مما تسبب في استياء عدد كبير من الدول الأفريقية"، معتبرين أنه لهذا الغرض حث الموقعون على الرسالة، الرئيس بايدن للتراجع على هذا القرار.
ويأتي هذا التحرك بعد أيام من رسالة وجهها البرلمان الجزائري إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن يدعوه فيها إلى مراجعة قرار سلفه دونالد ترامب بخصوص الاعتراف بمغربية الصحراء.
وهي الخطوة التي رد عليها البرلمان المغربي، حيث أرسل رؤساء الفرق والمجموعات النيابية بشأنها مذكرة جوابية إلى البرلمان الجزائري والكونغرس الأمريكي.
ويعول خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، على إقناع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتراجع عن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء تحت مبرر الحفاظ على المصالح مع الجزائر، لكن مصادر دبلوماسية، أشارت أن الإدارة الأمريكية، لن تتراجع عن قرار الرئيس الأسبق دونالد ترامب.
وحرك الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ردود فعل كثيرة، ومتباينة يمكنها أن تدفع بالملف إلى مراحل متقدمة.
الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، كان قد قال عقب توقيع اتفاق يعترف بسيادة المغرب على الصحراء، إن "اقتراح المغرب الجاد والواقعي بحكم ذاتي، هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم من أجل السلام والرخاء".
ووفقا للإعلان الذي وقعه ترامب، تعتقد إدارة الولاياتالمتحدة، أن إقامة ''دولة مستقلة'' في الصحراء المغربية، ليس خيارا واقعيا لحل الصراع.
ومن شأن هذا القرار أن يدفع دول أخرى خاصة في الاتحاد الأوروبي بالنسج على المنوال الأمريكي.