تترأس الأميرة للا مريم في باريس بمعهد العالم العربي بعد غد الأحد حفلا كبيرا لتسليم ثلاثة أوسمة ملكية ستمنح على التوالي إلى عميد المركز الإسلامي في باريس الفرنسي من أصل مغربي الدكتور "خليل مرون"، وإلى الكاهن اليهودي الفرنسي المولود في المغرب "ميشال سرفاتي" مدير معبد "رونجيس" جنوبباريس، وكذلك سيمنح الوسام إلى "ميشيل ديبوت" الراهب المسيحي في أكبر كنيسة بمحافظة "إيفري" في شمال شرق باريس المزداد في مدينة الصويرة المغربية. وسيمنح الوسام الملكي إلى هؤلاء الثلاثة الذين تختلف ديانتهم بين المسيحية واليهودية والإسلام لكن يجمعهم أنهم كلهم ادادوا في المملكة المغربية وقضوا فيها طفولتهم ومرحلة من شبابهم كما أنهم يعيشون الآن بثلاثة في مقاطعة "إيصون 91" التابعة لمحافظة "إيفري" في سلام وحسن الجوار رغم اختلاف الديانة.
وسيحضر حفل توشيح الراهب والإمام والكاهن في باريس بالإضافة إلى الحضور الرسمي للأميرة للا مريم كل من "إمانويل فالس" رئيس الوزراء الفرنسي، و "هيد ألجو" عمدة باريس، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي أحمد التوفيق والسفير المغربي في باريس شكيب بنموسى والسكرتير العام لتجمع اليهود الإسرائليين المغاربة في فرنسا.
وقالت مصادرنا إن هذه المبادرة التي قام بها الملك محمد السادس بالتوشيح الملكي لثلاثة وجوه فرنسية من أصل مغربي معروفة في فرنسا بديانات مختلفة، تأتي هذا لإبراز الدور الملكي المغربي في الدفع نحو السلم والتعايش بين الأديان ولإبراز دور المملكة كدولة تشجع التسامح وتبين أن المواطن مواطن كيفما كانت ديانته.
وقال "خليل مرون" عميد المركز الإسلامي المغربي في باريس الذي سيتم توشيحه في تصريح حصري ل "الأيام 24" : "أنا فخور جدا بهذا التتويج والوسام الملكي وإن دل على شيء فإنما يدل على المكانة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لرعاياه في المهجر كيفما كانت ديانتهم"، وأضاف خليل : "هذا يزكي ويشجع روح التعايش بين جميع الديانات في فرنسا، والملك محمد السادس يحاول إرسال رسالة بأن المغرب ينبذ العنف والإرهاب ويشجع التعايش بين كل الديانات السماوية وأنا صراحة فخور بتتويج ملكي لي بهذا الوسام الذي أعتز به".
وقدم الدكتور خليل مرون خدمات كثيرة للمغرب ويدفع الآن نحو إعادة المياه إلى مجاريها بين الرباطوباريس مستغلا الصداقة التي تجمعه برئيس الحكومة "إيمانويل فالس" لسنوات عندما كان يشغل منصب عمدة منطقة "إيفري" الأكبر في باريس. وسبق لفالس أن وشح خليل مرون بوسام "جوقة الشرف" برتبة فارس على المجهودات التي يقوم بها للدفع نحو تبني إسلام الوسطية والإعتدال وسط شباب فرنسا.
وكان عميد المركز الإسلامي المغربي في باريس "خليل مرون" قد انتقذ بحدة رئيس الوزراء الفرنسي في لقاء سابق حيث خاطبه العميد بصيغة المفرد قائلا : "إيمانويل .. لابد أن تصلح بيد البلد الذي ولدت فيه والبلد الذي تبناني وعشت فيه .. ولابد أن تصلح وزيرة العدل في حكومتكم ما تفوهة به من كلام اتجاه رسولنا وملك بدلادنا". وكانت زيرة العدل الفرنسية "كريستيان توبيرا" قد أطلقت تصريحات جرت عليها الكثير من السخط إذ قالت أنه يمكن رسم أي شيء حتى الأنبياء، كما خرجت بتصريح تنتقد فيه المغرب بشدة لأنه يعتبر أن "رسم الملك محمد السادس من الطابوهات".