في الوقت الذي حققت فيه الدبلوماسية المغربية، نجاحات كبيرة في ملف قضية الصحراء، لجأت الجزائر عقب فشل جولة وزير خارجيتها صبري بوقادوم، في عدد من دول الإفريقية، إلى القيام بمناورات عسكرية عند الحدود مع المغرب. وقام وزير الخارجية الجزائري، صبري قدوم، بجولة لعدد من الدول الإفريقية كان هدفها الأساسي هو محاولة حشد الدعم الإفريقي للموقف الجزائري الداعم لجبهة "البوليساريو" عقب التطورات الأخيرة التي شهدتها قضية الصحراء المغربية، إلا أن بوقادوم، أنهى زيارته الأخيرة لأنغولا ولقاءه بقيادتها، دون أن يتمكن من استصدار موقف منهم يدعم الطرح الجزائري المعادي للوحدة الترابية للمملكة.
وعلاقة بتلك التطورات، أجرى الجيش الجزائري مناورات عسكرية جوية وبرية كبرى في ولاية تندوف في جنوب البلاد عند الحدود مع الصحراء المغربية، وفق مشاهد بثها التلفزيون الرسمي مساء الإثنين.
وجرت المناورات التي حملت عنوان "الحزم 2021" يومي الأحد والإثنين بإشراف الفريق السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الجنرال شنقريحة تشديده على مواصلة تعزيز قدرات قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي وتأمين متطلبات الرفع من جاهزيته "بما يضمن تحسين وترقية الأداء العملياتي والقتالي لكافة تشكيلاته ومكوناته، ليكون قادرا على رفع كافة التحديات".
وقال شنقريحة إن الجزائر "تستحق من جيشها بأن يكون دوما في مستوى هذه الرهانات المطروحة اليوم بقوة، وتستحق أن تبقى إلى أبد الدهر، حر ة، سي دة وعصي ة على أعداء الأمس واليوم".
الجزائر الداعم الرئيسي لجبهة "البوليساريو"، سبق أن حذرت مما وصفتها من "عمليات أجنبية" تهدف إلى زعزعة استقرارها، مشيرة إلى اسرائيل، وذلك في أعقاب اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على صحرائه، مقابل استئناف العلاقات بين المغرب والدولة العبرية.
ويرى مراقبون، أن المناورات العسكرية الجزائرية قرب الحدود مع المغرب، هدفها التغطية على الفشل الدبلوماسي الجزائري، في مواجهة التطورات الأخيرة في ملف قضية الصحراء المغربية.
وجل المؤشرات تحيل اليوم أن المغرب أصبح يكسب الرهان على الأرض في ملف الصحراء محققا فتوحات دبلوماسية، كانت تظهر إلى عهد قريب أنها أضغاث أحلام، خاصة وأن المنتظم الدولي أصبح واعيا أكثر من أي وقت مضى بضرورة إيجاد حل نهائي للنزاع الذي افتعلته ليبيا القذافي و جزائر بومدين في عز الحرب الباردة، في إطار الصراع الذي عرفته سبعينيات القرن الماضي بين معسكر الشرق الذين كانت تقوده روسيا و يضم الجزائر و ليبيا و معسكر الغرب الذي كانت تقوده أمريكا اختار مغرب الحسن الثاني أن يكون محسوبا عليه.