تتواصل الجهود لانتشال أشخاص تحت الأنقاض في انهيار منزل بزنقة أبو علي القلي التابعة لدرب مولاي الشريف بالدار البيضاء بعد أن تهاوى صباح اليوم الجمعة على رؤوس قاطنيه بطريقة فجائية نتيجة التساقطات المطرية القوية، الأمر الذي عجّل بانهياره على اعتباره من المنازل المهددة بالسقوط. وجرى نقل شخصين إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس من أجل تلقي العلاجات اللازمة بعد انتشالهما من تحت الأنقاض في انتظار الانتهاء بشكل كلي من عملية البحث وسط مشاهد محزنة تتقاطع فيها عبارات الأسى والسخط. "لا إله إلا الله محمد رسول الله" هي العبارة التي تردّد صداها بقوة لتملأ المكان بعد انتشال أشخاص من تحت الأنقاض سيما وأنّ البحث عن مفقودين ممن غمرهم الردم لا يزال مستمرا. ونقل مقرّب من أحد المتضررين تذمره مما أسماه الوسيلة البدائية والتقليدية المعتمدة في البحث عن المفقودين من خلال استعمال الفأس، في حين علّل مصدر آخر سبب اعتماد تلك الطريقة إلى أنّ استعمال الجرافة أمر لا يستقيم في هذه الحالة. صرخة امرأة ارتفعت بقوة وهي تتحدث ل "الأيام 24" وتتقاسم صدمتها تحسرا على انهيار منزل قضت فيه طفولتها وشبابها وفي رمشة عين ضاعت ذكرياتها وتبخّرت أحلامها وتبخّر معها كل ما تملك، في حين أفصح صديق مقرّب من أحد المتضررين الموجودين تحت الأنقاض عن حزنه على رفيق دربه الذي سارع لإنقاذ والدته المسنة وبعدما عاد طمعا في جمع بعض الوثائق والممتلكات وجد نفسه تحت الردم. السلطات المحلية خرجت عن صمتها، مؤكدة أنّ المنزل المنهار كان يحتله بعض الأشخاص بشكل غير قانوني بعد إخلائه من قاطنيه منذ مدة لأنه يصنّف ضمن المباني الآيلة للسقوط.