في سياق التطورات التي خلفها استقبال القاهرة لوفد من جبهة "البوليساريو" المدعومة من الجزائر، اعتبر عبد الرحيم منار اسليمي، رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، أن النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، بات أكثر خطورة، داعيا في نفس الوقت المغرب إلى الحذر من المناورات ودراسة جميع الجوانب قبل الرد على الاستفزاز المصري. وأثارت مشاركة وفد من "البوليساريو" برئاسة خطري آدوه في الاجتماع الذي جرى بين برلمان عموم إفريقيا والبرلمان العربي في مدينة شرم الشيخ مؤخرًا، تساؤلات المراقبين الذين اعتبروها استفزازا للمغرب، فيما تنتظر الرباط توضيحات من القاهرة. وأضاف اسليمي، في "تدوينة فايسبوكية"، أن الرئيس السيسي شرع في تغيير تحالفاته الإقليمية، وأنه يقترب من إيرانوالجزائر، مضيفا أن درجة خطورة النظام المصري، ستزداد وهو يتابع التقارب الذي يحصل بين تركيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، بعد زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى أنقرة، عاصمة العدو الأول لنظام السيسي، حسب تعبيره. وأكد المحلل السياسي المغربي، أن المطلوب اليوم في خصم هذه الأزمة الجديدة، القيام بقراءة استراتيجية استباقية لاحتواء خطر الأوراق التي يلعبها النظام المصري ضد التحالفات والتكتلات الاستراتيجية العربية والإقليمية، ومنها تكتل المغرب والخليج. واعتبر في هذا السياق أن ورقة النظام المصري ضد المغرب بدأت باستقبال "البوليساريو" في مصر بدعم جزائري واضح". قائلا "فالسيسي تمرد على دول الخليج في مجلس الأمن، وبمنحه تأشيرة الدخول لوفد "البوليساريو" واستقباله في مصر يقترب من جنرالات الجزائر، ويوجه بذلك رسالة استفزازية الى المغرب". وأعرب عن اعتقاده، أن تحاول الجزائر استثمار هذا التقارب الثلاثي المصري الإيرانيالجزائري لتوظيفه لبناء مناورات جديدة ضد المغرب ، لذلك -يضيف اسليمي-، مطلوب من المغرب التفكير في الخطوات التي يجب بها استثمار التكتل الاستراتيجي مع دول الخليج والتقارب المغربي مع تركيا والتقارب التركي السعودي والتقارب الجديد بين تركيا ودولة الإمارات العربية المتحدة لاحتواء خطر مناورات السيسي والجزائروإيران ضد مصالح المغرب". ونفى السفير المصري بالرباط الدكتور إيهاب جمال الدين، في تصريح خص به "الأيام 24" علمه بوجود أزمة بين الرباط و القاهرة، كما تداولتها وسائل إعلام عربية في الأيام الأخيرة. واكتفى بالقول: "لا علم لي بوجود أزمة"، رافضا الحديث عن أسباب ودوافع مشاركة وفد من جبهة "البوليساريو" الانفصالية في المؤتمر البرلماني العربي - الافريقي بشرم الشيخ خلال الأسبوع الجاري. تجدر الإشارة إلى أن النزاع بخصوص ما يسمى "الصحراء"، هو في الأصل نزاع مفتعل مفروض على المغرب من طرف الجزائر التي تمول وتأوي جبهة "البوليساريو" على أراضيها بتندوف. وتطالب "البوليساريو"، المدعومة من طرف السلطات الجزائرية، بخلق دولة وهمية بالمغرب العربي. وهذه الوضعية تعرقل جميع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.