في سياق التطورات التي خلفها استقبال القاهرة لوفد من جبهة "البوليساريو" المدعومة من الجزائر، اعتبرت صحيفة "البلاد" المقربة من النظام الجزائري، أن ما حدث يعد اعترافا من نظام الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بجبهة "البوليساريو"، وانقلاب مفاجئ في العلاقات بين الرباطوالقاهرة. وأثارت مشاركة وفد من "البوليساريو" برئاسة خطري آدوه في الاجتماع الذي جرى بين برلمان عموم إفريقيا والبرلمان العربي في مدينة شرم الشيخ مؤخرًا، تساؤلات المراقبين الذين اعتبروها استفزازا للمغرب، فيما تنتظر الرباط توضيحات من القاهرة. وزعمت الصحيفة الجزائرية، أن الموقف المصري الجديد، اتجاه قضية الصحراء، يأتي في سياق تحول سياسي عميق تعرفه السياسة الخارجية للقاهرة تجاه العديد من القضايا٬ حيث سبق لمصر أن عارضت مشروع قرار فر نسي حظي بتأييد دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية٬ تجاه سوريا٬ الأمر الذي فسر على أن تموقعا جديدا للقاهرة ضمن المعسكر الروسي والإيراني السوري المدعم من الجزائر. كما يعتبر موقف القاهرة اتجاه البوليساريو٬ سيرا في الاتجاه المعاكس للخط السعودي الخليجي الذي أعلن دعمه للمغرب في قضية الوحدة الترابية للمملكة٬ ما يعني أن القاهرة أصبحت بالفعل تعاكس خط السعودية في السياسة الخارجية . وأشارت إلى أنه سبق لوفد مصري أن قام بزيارة خاصة لمخميات المحتجزين الصحراويين ما أثار غضب المغرب وقتها. فيما كانت الجزائر قد قدمت دعما للقاهرة فيما يتعلق بشحنات من الوقود٬ فهل هذا التطبيع مقدمة لاعتراف مصري رسمي بالبوليساريو؟، حسب تعبيرها.
ونفى السفير المصري بالرباط الدكتور إيهاب جمال الدين، في تصريح خص به "الأيام 24" علمه بوجود أزمة بين الرباط و القاهرة، كما تداولتها وسائل إعلام عربية في الأيام الأخيرة. واكتفى بالقول: "لا علم لي بوجود أزمة"، رافضا الحديث عن أسباب ودوافع مشاركة وفد من جبهة "البوليساريو" الانفصالية في المؤتمر البرلماني العربي - الافريقي بشرم الشيخ خلال الأسبوع الجاري. تجدر الإشارة إلى أن النزاع بخصوص ما يسمى "الصحراء"، هو في الأصل نزاع مفتعل مفروض على المغرب من طرف الجزائر التي تمول وتأوي جبهة "البوليساريو" على أراضيها بتندوف. وتطالب "البوليساريو"، المدعومة من طرف السلطات الجزائرية، بخلق دولة وهمية بالمغرب العربي. وهذه الوضعية تعرقل جميع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.