لم تكد تمر بضعة شهور على الأزمة التي خلقتها زيارة وفد مصري لمخيمات البوليساريو ، حتى جاء من مصر استفزاز جديد يتمثل في استقبلت وفد يمثل جبهة بوليساريو الانفصالية ، للمشاركة في أعمال المؤتمر البرلماني العربي الإفريقي في شرم الشيخ، الجمعة، ما اعتبره مراقبون خطوة استفزازية للمغرب. وحظي وفد “البوليساريو” باستقبال رسمي من طرف السلطات المصرية التي نظمت المؤتمر في شرم الشيخ، بعد أن منحت أعضاء الوفد الانفصالي تأشيرات لدخول البلد بمناسبة مرور 150 عاما على انطلاق البرلمان المصري. واستقبل الوفد من طرف رئيس البرلمان المصري، علي عبد العال، كما حظي باستقبال من طرف بعض رؤساء البرلمانات الإفريقية الموالية للجبهة، حسب المصدر ذاته. المحلل السياسي المغربي، منار السليمي، قال في تصريح لقناة الجزيرة القطرية، إن استقبال مصر لوفد “البوليساريو” يؤشر على عودة القاهرة مرة أخرى للعب بهذه الورقة في علاقتها مع المغرب، بعد أن حدث توتر سابق بين البلدين عقب زيارة وفد مصري لمخيمات تندوف. وأوضح السليمي أن مصر تلعب بهذه الورقة بعد التقارب المغربي الخليجي، معتبرا أن “هذا الأمر خطير جدا لأن مصر في هذه المرحلة تبعث رسائل للخليج وللمغرب منذ إعلان التكتل الخليجي المغربي”. وحذر المحلل السياسي المغربي من أن ما قامت به مصر قد يوثر العلاقة مع المغرب "خاصة وأن الصحافة المصرية خرجت مرة أخرى لمهاجمة المغرب بطريقة غير مباشرة"، على حد تعبيره. وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن مصر بهذه الطريقة تقدم وجهين إلى المغرب، خاصة وأن السفير المصري أشاد قبل أيام بالعلاقات المغربية المصرية، لكن هذا النوع من الممارسات يبين رسالة أخرى لمصر. وأكد أن “البوليساريو” في هذه المرحلة تبحث عن كل النوافذ والمفرات بعد عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أن المملكة تراقب ما يجري ومتوقع أن يكون لها رد بأسلوب دبلوماسي، وذلك، يضيف المتحدث، "لأن المغرب له قضية ضمن ثوابته ومن داخل سيادته، والكل يعرف قيمتها لديه".