أقدم مصر على استفزاز المغرب في مقابل دعم البوليساريو، حيث استقبلت مصر وفدا رسميا يمثل ما يسمى ب"الجمهورية "الصحراوية" المزعومة، وذلك للمشاركة في أعمال المؤتمر البرلماني العربي الإفريقي في شرم الشيخ، يوم الجمعة 14 أكتوب رالجاري، بحسب ما أوردته قناة الجزيرة. وحضي وفد "البوليساريو" باستقبال رسمي من طرف السلطات المصرية التي نظمت المؤتمر في شرم الشيخ، بعد أن منحت أعضاء الجبهة الانفصالية تأشيرا لدخول أرض الكنانة، بمناسبة مرور 150 عاما على انطلاق البرلمان المصري. فيما أثارت مشاركة وفد من البوليساريو برئاسة خطري آدوه في الاجتماع المشترك بين برلمان عموم إفريقيا والبرلمان العربي في مدينة شرم الشيخ المصرية، تساؤلات المراقبين، الذين اعتبروها استفزازا للمغرب. وكانت مراسيم الاجتماع المشترك بين برلمان عموم إفريقيا والبرلمان العربي انطلقت الاثنين الماضي بمشاركة وفود برلمانية تمثل 47 دولة عربية وإفريقية. وعلى هامش الاجتماع، استقبل رئيس البرلمان المصري وفد البوليساريو، كما حظي الوفد باستقبال عدد من رؤساء البرلمانات الإفريقية التي تعترف بالجبهة من بينها لقاء مع رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري محمد العربي ولد خليفة، الذي جدد التأكيد على الدور الثابت للجزائر ورئيسها في دعم الجبهة الانفصالية. كما اجتمع خطري آدوه برئيس البرلمان الإفريقي وبعدد من أعضاء البرلمان المصري والبرلمانات الإفريقية. وفي هذا السياق، اعتبرالمحلل السياسي المغربي، منار اسليمي، أن استقبال مصر لوفد "البوليساريو" يؤشر على عودة القاهرة مرة أخرى للعب بهذه الورقة في علاقتها مع المغرب، بعد أن حدث توتر سابق بين البلدين عقب زيارة وفد مصري لمخيمات تندوف. واعتبر اسليمي أن مصر تلعب بهذه الورقة بعد التقارب المغربي الخليجي. وأضاف أستاذ العلوم السياسية، في تصريح لنشرة أخبار قناة الجزيرة أن مصر بهذه الطريقة تقدم وجهين إلى المغرب، خاصة وأن السفير المصري أشاد قبل أيام بالعلاقات المغربية المصرية، لكن هذا النوع من الممارسات يبين رسالة أخرى لمصر، مضيفا أنه من المتوقع أن يبادر المصريون لتفسير الوضع من خلال سفيرهم بالرباط، حسب قوله. واعتبر أن "البوليساريو" في هذه المرحلة تبحث عن كل النوافذ والمفرات بعد عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أن المغرب يراقب ما يجري ومتوقع أن يكون له رد بأسلوب ديبلوماسي، "لأن المغرب له قضية ضمن ثوابته ومن داخل سيادته، والكل يعرف قيمتها بالنسبة للمغرب"، يضيف المتحدث. يُذكر أن مصر كانت قد امتنعت إلى جانب تونس وموريتانيا، عن التوقيع على طلب إبعاد "البوليساريو" عن منظمة الاتحاد الإفريقي وعودة المغرب لحضن المنظمة بعد 32 سنة من القطيعة، وهو الملتمس الذي تقدمت به 28 دولة إفريقية للقمة ال27 للاتحاد الإفريقي التي انعقدت بمدينة "كيغالي" في رواندا في يوليو الماضي.