في خطوة مستفزة للمغرب، استقبلت مصر وفدا رسميا يمثل ما يسمى ب"الجمهورية "الصحراوية" المزعومة، وذلك للمشاركة في أعمال المؤتمر البرلماني العربي الإفريقي في شرم الشيخ، اليوم الجمعة، حسب ما أوردته قناة الجزيرة. وحظي وفد "البوليساريو" باستقبال رسمي من طرف السلطات المصرية التي نظمت المؤتمر في شرم الشيخ، بعد أن منحت أعضاء الجبهة الانفصالية تأشيرا لدخول أرض الكنانة، بمناسبة مرور 150 عاما على انطلاق البرلمان المصري. وتم استقبال الوفد الانفصالي من طرف رئيس البرلمان المصري، كما حظي باستقبال من طرف بعض رؤساء البرلمانات الإفريقية الموالية للجبهة، حسب المصدر ذاته. المحلل السياسي المغربي، منار اسليمي، اعتبر أن استقبال مصر لوفد "البوليساريو" يؤشر على عودة القاهرة مرة أخرى للعب بهذه الورقة في علاقتها مع المغرب، بعد أن حدث توتر سابق بين البلدين عقب زيارة وفد مصري لمخيمات تندوف. وأشار اسليمي في تصريح لنشرة أخبار قناة الجزيرة، مساء اليوم الجمعة، أن مصر تلعب بهذه الورقة بعد التقارب المغربي الخليجي، معتبرا أن "هذا الأمر خطير جدا لأن مصر في هذه المرحلة تبعث رسائل للخليج وللمغرب منذ إعلان التكتل الخليجي المغربي". وتابع قوله: "لا أحد يعرف ماذا تفعل مصر بمثل هذه السلوكات الديبلوماسية، والتي من المتوقع أن توثر على العلاقة مع المغرب، خاصة وأن الصحافة المصرية خرجت مرة أخرى لمهاجمة المغرب بطريقة غير مباشرة". وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن مصر بهذه الطريقة تقدم وجهين إلى المغرب، خاصة وأن السفير المصري أشاد قبل أيام بالعلاقات المغربية المصرية، لكن هذا النوع من الممارسات يبين رسالة أخرى لمصر، مضيفا أنه من المتوقع أن يبادر المصريون لتفسير الوضع من خلال سفيرهم بالرباط، حسب قوله. واعتبر أن "البوليساريو" في هذه المرحلة تبحث عن كل النوافذ والمفرات بعد عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أن المغرب يراقب ما يجري ومتوقع أن يكون له رد بأسلوب ديبلوماسي، "لأن المغرب له قضية ضمن ثوابته ومن داخل سيادته، والكل يعرف قيمتها بالنسبة للمغرب"، يضيف المتحدث. يُذكر أن مصر كانت قد امتنعت إلى جانب تونس وموريتانيا، عن التوقيع على طلب إبعاد "البوليساريو" عن منظمة الاتحاد الإفريقي وعودة المغرب لحضن المنظمة بعد 32 سنة من القطيعة، وهو الملتمس الذي تقدمت به 28 دولة إفريقية للقمة ال27 للاتحاد الإفريقي التي انعقدت بمدينة "كيغالي" الرواندية شهر يوليوز الماضي.