أكد أسامة هيكل، رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، والمتحدث بأسم أحتفالية "150 عام برلمان"، أن البرلمان المصرى لم يقم بتوجيه أى دعوات رسمية لوفد جبهة البوليساريو للمشاركة فى الاحتفال بمرور 150 عام على تأسيس البرلمان. وقال هيكل فى تصريح لصحيفة "اليوم السابع" المصرية، أن وفد البوليساريو حضر اجتماعات البرلمان الإفريقى التى تعقد حالياً فى شرم الشيخ، والبرلمان المصرى ليس له علاقة بتوجيه الدعوات للمشاركة فى اجتماعات البرلمان الإفريقى وفعالياته، وأن مصر ما هى إلا دولة مضيفة، ومن يتولى توجيه الدعوات للحضور هو البرلمان الأفريقى نفسه. ومن جهة أخرى، قال روجيه نكودو رئيس البرلمان الإفريقى، إن علم وفد البوليساريو لم يتم رفعه نهائيًا اثناء احتفالية مصر ب150 سنة برلمان، أو فى الجلسة الافتتاحية المشتركة للبرلمانيين العربى والإفريقى، لكن تم رفعه فقط فى جلسات البرلمان الإفريقى والاتحاد الإفريقى. وأكد نكودو أن مصر رفضت رفع العلم فى الجلسات التى نظمتها، نظرًا لعدم اعترافها واعتراف العرب بجبهة البوليساريو، لافتا إلى أنه تفهم موقف مصر ووافق على عدم رفع العلم سواء فى الاحتفالية أو الجلسة الافتتاحية المشتركة. وأوضح روجيه أنه تم رفع العلم فى جلسات البرلمان الأفريقى والاتحاد الإفريقى فقط وذلك يرجع إلى أن جبهة البوليساريو عضو فى البرلمان الإفريقى. وفى السياق نفسه، قال المتحدث ذاته، إنه كان فى زيارة للمغرب قبل انعقاد البرلمان الإفريقى وكان من المفترض أن يشاركه فيها النائب مصطفى الجندى المستشار السياسى له، إلا أنه لم يأت بسبب ارتباطه بزيارة الرئيس السيسى لنيويورك. وتابع "التقيت برئيس البرلمان المغربى وعلاقتنا جيدة معهم، وما نتمناه أن يحدث تقارب فى وجهات النظر لأن الهدف الأساسى للبرلمان الإفريقى هو أن تصبح إفريقيا صوت واحد يعبر عن كل دول القارة". وكان المحلل السياسي المغربي، منار اسليمي، قد اعتبر أن استقبال مصر لوفد "البوليساريو" يؤشر على عودة القاهرة مرة أخرى للعب بهذه الورقة في علاقتها مع المغرب، بعد أن حدث توتر سابق بين البلدين عقب زيارة وفد مصري لمخيمات تندوف. وأشار اسليمي في تصريح سابق، لنشرة أخبار قناة الجزيرة، أن مصر تلعب بهذه الورقة بعد التقارب المغربي الخليجي، معتبرا أن "هذا الأمر خطير جدا لأن مصر في هذه المرحلة تبعث رسائل للخليج وللمغرب منذ إعلان التكتل الخليجي المغربي". وتابع قوله: "لا أحد يعرف ماذا تفعل مصر بمثل هذه السلوكات الديبلوماسية، والتي من المتوقع أن توثر على العلاقة مع المغرب، خاصة وأن الصحافة المصرية خرجت مرة أخرى لمهاجمة المغرب بطريقة غير مباشرة". وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن مصر بهذه الطريقة تقدم وجهين إلى المغرب، خاصة وأن السفير المصري أشاد قبل أيام بالعلاقات المغربية المصرية، لكن هذا النوع من الممارسات يبين رسالة أخرى لمصر، مضيفا أنه من المتوقع أن يبادر المصريون لتفسير الوضع من خلال سفيرهم بالرباط، حسب قوله. واعتبر أن "البوليساريو" في هذه المرحلة تبحث عن كل النوافذ والمفرات بعد عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أن المغرب يراقب ما يجري ومتوقع أن يكون له رد بأسلوب ديبلوماسي، "لأن المغرب له قضية ضمن ثوابته ومن داخل سيادته، والكل يعرف قيمتها بالنسبة للمغرب"، يضيف المتحدث. يُذكر أن مصر كانت قد امتنعت إلى جانب تونس وموريتانيا، عن التوقيع على طلب إبعاد "البوليساريو" عن منظمة الاتحاد الإفريقي وعودة المغرب لحضن المنظمة بعد 32 سنة من القطيعة، وهو الملتمس الذي تقدمت به 28 دولة إفريقية للقمة ال27 للاتحاد الإفريقي التي انعقدت بمدينة "كيغالي" الرواندية شهر يوليوز الماضي.