اعتبر المحلل السياسي الأمريكي، كالفين دارك، أن "البوليساريو" يتغذى على الصراعات والتهديدات وعدم الاستقرار، وبدون ذلك فإنه ينتفي سبب وجوده، مسجلا أن هذا النوع من الاضطرابات "مثير للقلق" بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية، وذلك على اعتبار أن "الإرهابيين الذين يهددون بلادنا وحلفاءنا يستشرون في الفوضى". وقال المحلل السياسي، الخبير في شؤون المغرب وقضايا المغرب العربي، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، إن الأعمال المزعزعة للإستقرار التي تقوم بها الميليشيات الانفصالية، والتي وضعت حدا لها بشكل حازم القوات المسلحة الملكية، ليست سوى وسيلة "لإثارة الإنتباه بالخوف والتهديدات" . وأضاف المتخصص في القضايا الدولية أنه "ينبغي على منظمة الأممالمتحدة والمجتمع الدولي تحميل الجزائر مسؤولية الدور الرئيسي الذي لعبته منذ بداية هذا النزاع". 1 -ما فتئ الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن يدعوان إلى عدم عرقلة التنقل المدني والتجاري الممنتظم في المنطقة العازلة بالكركرات. كيف تفسرون الموقف الشاذ "للبوليساريو" الذي يسعى لتغيير الوضع القائم ؟ ولماذا هذا التصعيد الآن؟ إن "البوليساريو" تتحدى الدعوات المتكررة للأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، لأنها تسعى إلى إثارة الانتباه، من خلال الخوف والتهديدات. وهذا التصعيد يضر بالتدفق التجاري، الضرورري للغاية، بين الأقاليم الجنوبية وموريتانيا ودول أخرى في إفريقيا جنوب الصحراء. فقد يبدو أن تصعيد "البوليساريو" يأخذ شكلا جديدا، لكن الأمر يتعلق بنفس التعنت المعهود الذي شهدناه منذ عقود. ف"البوليساريو" يتغذى على الصراعات والتهديدات وعدم الاستقرار، فبدونه، ينتفي سبب وجوده. ولذلك فالجماعة الانفصالية تسعى الى جذب انتباه المجتمع الدولي إلى الصحراء من خلال التصعيد والتهديدات، وليس باقتراح حل سلمي ودائم وعملي للصحراويين الذين يحتجزهم كرهائن . 2- جدد مجلس الأمن في قراره الأخير دعوته إلى استئناف الحوار السياسي مع الجزائر، كطرف رئيسي لحل هذا النزاع . كيف تنظرون إلى دور الجزائر مع العلم أن الأممالمتحدة تؤكد أيضا على الواقعية وروح التوافق؟ من الواضح تماما أن الجزائر ليست طرفا متفرجا بريئا في هذا النزاع المستمر منذ عقود، بل هي تقع في صلب هذا النزاع. وبدون الجزائر، لن تكون "البوليساريو" حركة قادرة على البقاء، ولن يكون هناك نزاع. يجب على الأممالمتحدة والمجتمع الدولي أن تحمل الجزائر مسؤوليتها في ما يخص الدور الرئيسي الذي لعبته منذ البداية، وكذا الدور الإيجابي الذي يمكن أن تضطلع به في حل هذا النزاع، إن هي أرادت ذلك. 3- الولاياتالمتحدةالأمريكية تحذر باستمرار من الدور الذي تلعبه جماعات إرهابية عابرة للحدود ، مثل "القاعدة" و"داعش" ، في الأزمة الأمنية بمنطقة الساحل. إلى أي مدى تؤدي تحركات "البوليساريو" إلى الرفع من حدة هذا التهديد ؟ إن الاضطرابات الناجمة عن التصعيد الذي أقدمت عليه "البوليساريو "تثير قلقا" بالغا بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية، وذلك على اعتبار أن "الإرهابيين الذين يهددون بلادنا وحلفاءنا يستشرون في الفوضى". كما أن النزاع يشكل تهديدا للأمن كون "البوليساريو" ليست طرفا ذا مصداقية لتعزيز الأمن والإستقرار في المنطقة.