على ضوء التجربة المغربية في مجال الطاقة المتجددة، من خلال مشروع يعدّ الأكبر من نوعه في العالم، قال مسؤول حكومي جزائري امس الأربعاء، إن بلاده التي تحتضن الدورة 15 للمنتدى العالمي للطاقة، تستعد لإطلاق برنامج ضخم لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية والرياح، في إطار برنامج استثماري يمتد إلى عام 2030، بقيمة 120 مليار دولار. جاء ذلك على لسان مصطفى قيطوني، المدير التنفيذي لشركة الكهرباء والغاز الحكومية، في تصريح للإذاعة الرسمية في البلاد.
وأوضح قيطوني أنه تقرر الانطلاق في البرنامج لإنتاج الكهرباء بحجم 4000 ميغاواط من الطاقة الشمسية و500 ميغاواط أخرى من طاقة الرياح كمرحلة أولى.
وتسعى الجزائر إلى تسريع انتقالها في مجال الطاقة، بالوصول إلى توازن يمكن من الحفاظ على جزء من الطاقة الأحفورية للأجيال القادمة.
ويهدف المخطط الذي وافق عليه مجلس الوزراء الجزائري، في مايو/أيار 2015، إلى إنتاج 22 ألف ميغاواط من الطاقة من مصادر متجددة بغضون 2030، باستثمارات تصل إلى 120 مليار دولار.
وتحتضن الجزائر المنتدى العالمي ال15 للطاقة منذ يوم الإثنين في قصر المؤتمرات غرب العاصمة، وتختتم أعماله اليوم، وجاء بعنوان :"الانتقال الطاقوي العالمي، تعزيز الأدوار من اجل حوار طاقوي".
ومع تراجع أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية منذ 2014 بأزيد من النصف، تبحث الجزائر عن نموذج جديد لتمويل الخطة الوطنية للتحول في الطاقة وتنفيذ البرنامج البالغة قيمته 120 مليار دولار، والهادف للوصول إلى ضمان 27% من الطاقة عبر مصادر متجددة بحلول 2030، من مصادر خارجية ومن مموليين محليين.
وتبحث وزارة الطاقة ومجموعة سوناطراك النفطية الحكومية، عن شركاء أجانب لبدء تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع المتمثل في بناء محطة لإنتاج 4000 ميغاواط من مصادر متجددة.
وتم تنفيذ اتفاق استراتيجي مع مجموعة إيني الايطالية للشروع في بناء محطة بطاقة 10 آلاف ميغاوات بالشراكة مع سوناطراك قبل نهاية 2016.
وقال وزير الطاقة نورالدين بوطرفة، في تصريحات سابقة "سنبحث عن تمويل ب8 مليار دولار من الخارج لتمويل جزء من الخطة".
وتنتج الجزائر 90% من الكهرباء الموجودة على الشبكة الوطنية من محطات كهرباء تعمل بالغاز الطبيعي، بقدرة تبلغ 12000 ميغاواط.
وقال خبير الطاقة الجزائري شمس الدين شيتور للأناضول، إن الاحتياطات الحالية من الغاز الطبيعي تراجعت إلى 2000 مليار م3.
وبالوتيرة الحالية للإنتاج البالغة 100 مليار م3 سنوياً وفق شركة الكهرباء والغاز الحكومية، ستنضب الكمية في غضون 20 عاماً القادمة، بينما يسمح المخطط للتحول إلى الطاقة المتجددة باقتصاد 300 مليار متر مكعب، من الغاز خلال الفترة بين 2021 و2030 سيتم توجيهها نحو التصدير.
وشرعت الجزائر في بناء محطات طاقة متجددة خلال السنوات الماضية، منها المحطة "الهجينة حاسي رمل (شمال)" (150 ميغاواط) التي دخلت حيز الخدمة في 2011 وكذا مزرعة الرياح بإدرار (وسط) بقدرة 10 ميغاواط والمحطة الشمسية التجريبية بغرداية (شمال) بقدرة 1.1 ميغاواط والتي دخلت الخدمة في يوليو/تموز 2014.
وتهدف السلطات الجزائرية، إلى توفير مبلغ 42 مليار دولار بغضون 2030 مع خفض استهلاك الطاقة ب9%، عبر تنفيذ برنامج للتوفير، يتمثل في إقامة مشاريع للعزل الحراري تشمل 100 ألف مسكن سنوياً، وتحويل مليون سيارة و20 ألف حافلة إلى استهلاك الغاز الطبيعي المميع.