الصحراء المغربية تحت أعين أبنائها وقواتها المسلحة الملكية المغربية. و"الكويرة" كذلك سيدخلها الجيش وقتما أراد إنهاء أحلام البعض كما يدخل المنطقة العازلة تحت أعينهم وقتما شاء. الكلام هنا لصفحة "القوات المسلحة الملكية المغربية" غير الرسمية، على "الفايسبوك"، دون ذكر مزيد من التفاصيل، خاصة أن الكثيرون كانوا يتوقعون دخول القوات المسلحة إلى منطقة "الكويرة" المغربية، لكن اتضح فيما بعد أن المغرب قام بتنسيق مع السلطات الموريتانية، بتطهير منطقة "قندهار"، الواقعة قرب الحدود بين البلدين. وتمر العلاقات المغربية الموريتانية منذ أشهر أمام محك حقيقي، بداية بحضور وفد رسمي موريتاني لجنازة الزعيم السابق للجبهة عبد العزيز المراكشي، مرورا برفض العاهل المغربي استقبال وزير الخارجية الموريتاني و تخلفه عن حضور القمة العربية التي نظمت مؤخرا بنواكشوط، وصولا إلى الاجتماع العاصف الذي عقده الجنرال بوشعيب عروب مع الرئيس الموريتاني، حيث طالبه بسحب القوات الموريتانية ببعض المناطق في الجنوب المغربي على غرار مدينة الكويرة. وتقوم دوريات عسكرية موريتانية منذ سنوات بتفقد شواطئ "الكويرة" بين الحين والآخر، حيث بقيت "الكويرة" المغربية ضمن الأراضي التي لم تفوتها موريتانيا إلى المغرب بعد انسحابها من الجزء الجنوبي من الصحراء المغربية. وتشكل "الكويرة" كلمة أسطورية للمغاربة للشعار الذي كان قد رفعه الملك الراحل الحسن الثاني حول الوحدة الترابية للمغرب "من طنجة إلى الكويرة". ومنذ إعلان المغرب عزمه بناء ميناء الداخلة في الصحراء المغربية للانفتاح على منطقة غرب إفريقيا، عمدت موريتانيا تدريجيا الى ترسيخ وجودها العسكري في "الكويرة"، مما شكل توترا بين الرباط ونواكشوط. وتشهد العلاقات المغربية الموريتانية منذ الإطاحة بالرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع قبل عقد تقريبا حالة مد وجزر، خاصة بعد تولي الرئيس ولد عبد العزيز الحكم، حيث اختار الانحياز للجزائر و إعلان الولاء ل "البوليساريو". وأكد وزير الثقافة والصناعة التقليدية الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، محمد الأمين ولد الشيخ، الخميس، أن "الأمور طبيعية" مع المملكة المغربية، نافياً ما تداوله الإعلام مؤخراً عن توتر على الحدود بين البلدين. وكان ولد الشيخ يتحدث خلال مؤتمر صحفي أسبوعي تعقده الحكومة مساء كل خميس، ويرد على سؤال طرحه أحد الصحفيين عن وجود قوات عسكرية مغربية على الحدود الموريتانية. ونفى الوزير في رده على السؤال "وجود أي شيء يلفت الانتباه مع المغرب، لا على المستوى الاقتصادي ولا على السياسي ولا على المستوى العسكري". وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية إن "الأمور طبيعية وما تم تداوله مجرد كتابات تظهر من هنا وهناك تعبر عن رأي كاتبها فقط"، على حد تعبيره.