أقدمت موريتانيا خلال الأسابيع الأخيرة على ترسيخ وجودها في منطقة لكويرة المغربية الشهيرة، بما في ذلك رفع العلم في أطرافها، حسب الصحافة المغربية والموريتانية. وتقوم دوريات عسكرية موريتانية منذ سنوات بتفقد شواطئ لكويرة بين الحين والآخر، حيث بقيت لكويرة المغربية ضمن الأراضي التي لم تفوتها موريتانيا الى المغرب بعد انسحابها من الجزء الجنوبي من الصحراء المغربية. وتشكل لكويرة كلمة أسطورية للمغاربة للشعار الذي كان قد رفعه الملك الراحل الحسن الثاني حول الوحدرة الترابية للمغرب “من طنجة الى لكويرة”. واكتسبت لكويرة وضعا شبيها بجزيرة ليلى المغربية بين اسبانيا والمغرب، فالأخير يعتبرها أرضا مغربية ولكنه لا ينصب العلم في أراضيها ونادرا ما تصل دورية بحرية مغربية الى المنطقة وإن كانت هذه الدوريات قد غابت خلال السنين الأخيرة. ومنذ إعلان المغرب عزمه بناء ميناء الداخلة في الصحراء المغربية للانفتاح على منطقة غرب إفريقيا، عمدت موريتانيا تدريجيا الى ترسيخ وجودها العسكري في لكويرة، مما شكل توترا بين الرباطونواكشوط. ورغم الوفد الذي أرسله المغرب الى موريتانيا خلال نوفمبر الماضي والمكون من وزير الخارجية صلاح الدين مزوار ومدير الاستخبارات العسكرية ياسين المنصوري والمفتش العام للقوات المسلحة الجنرال بوشعيب عروب، رفض الرئيس محمد عبد العزيز سحب قواته من لكويرة، حسب جريدة زهرة شنقيط الموريتانية. ورفعت موريتانيا خلال الأسابيع الأخيرة من وجودها العسكري في لكويرة، وأصبح رسميا بل هناك حديث عن نصب العلم الموريتاني باستمرار على الأقل في الطرف الجنوبي. وتريد موريتانيا من وراء هذا التطور هو التأكيد أنها لن تسمح للمغرب بأن يجعلها حلقة ضعيفة في غرب أفريقيا عبر الميناء الذي ينوي تشييده في الداخلة، وتريد جعل لكويرة منصة مكملة لنواديبو. والتواجد الموريتاني في لكويرة هو الذي يدفع قيادة البوليساريو ومنذ سنة تضغط على نواكشوط لكي تسمح بتواجد الصحراويين هناك خاصة في فصل الصيف. وتشهد العلاقات المغربية الموريتانية منذ الإطاحة بالرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع قبل عقد تقريبا حالة مد وجزر، خاصة بعد تولي الرئيس ولد عبد العزيز الحكم، حيث اختار الانحياز للجزائر و إعلان الولاء ل "البوليساريو".