يوم الثلاثاء الماضي أصدر الديوان الملكي بلاغا يتحدث عن أهم المكالمات التي تلقاها الملك محمد السادس من أمراء وشيوخ دول المشرق العربي للاطمئنان على حالته الصحية، بعد إجرائه يوم الأحد الماضي عملية جراحية بالقصر الملكي بالرباط على مستوى القلب، من أجل إعادة انتظام إيقاع نبض القلب وعودته إلى وضعه الطبيعي. بلاغ القصر قال إن الملك تلقى مكالمات هاتفية من كل من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان آل سعود، كما تلقى اتصالا من الملك الأردني عبد الله الثاني، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعاهل البحرين الملك حمد بن خليفة.
ويبدو لافتا أن قائمة الملوك والأمراء الخليجيين الذين تواصلوا هاتفيا مع محمد السادس لم تتضمن أيا من أمراء أو شيوخ دولة الإمارات العربية المتحدة، الذين اتخذت تهنئتهم بعدا آخرا، حيث بعث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس، داعيا له بأن ينعم عليه الله بسرعة الشفاء وموفور الصحة والعافية. كما بعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، برقيتي تهنئة مماثلتين، تحدثت عنها وكالة أنباء الإمارات ووكالة المغرب العربي للأنباء في سطرين فقط.
وإذا كانت هذه التحليلات مجرد فضول صحفي ومقارنات في التواصل السياسي لدول الخليج العربي في علاقتها مع المغرب، فإننا يمكن قراءتها في دلالاتها الدبلوماسية كونها تزكي بعض التسريبات التي تؤكد أن العلاقات بين الرباطوأبوظبي ليست في أحسن أحوالها، رغم الانفراجات التي تعرفها بين الحين والآخر، وهي العلاقات التي ظلت متذبذبة منذ العام 2017 إلى غاية اليوم، وبدأت بانسحاب المغرب من الحرب في اليمن ثم تصويت الإمارات ضد تنظيم المغرب لمونديال 2026 ثم اختلاف وجهات النظر بين البلدين في ما يتعلق بالملف الليبي، دون أن ننسى أن البلدين سحبا سفيرهما من الرباطوأبوظبي.