إلى حدود الساعة لا يزال فيروس كورونا المستجد يطرح العديد من التساؤلات تهم بالأساس طريقة تأثيره على أعضاء أخرى غير الجهاز التنفسي كالجهاز العصبي، الكلي .. وكذا الجلد الذي يعتبر أكبر جهاز فى الجسم (حيث يشكل 16% من وزن الجسم قياسًا على الذكر البالغ)، و هو لطالما اعتبر مرآة للجسد، وله دور كبير فى المناعة كخط دفاع أول للحفاظ على التوازن بين البيئة الخارجية والأنسجة الداخلية. ففي أواخر شهر مارس الماضي، نشر أطباء إيطاليون دراسة تناولت سلسلة من الأعراض الجلدية، إشارة بذلك إلى أن الجلد يمكن أن يكون “نافذة” حول ما يحدثه مرض “كوفيد-19” داخل الجسد. وحسب الدراسة ذاتها فواحد من أصل كل 5 مرضى بفيروس كورونا يمكن أن يعاني من مشكلة جلدية، غالبا ما تظهر على شكل طفح جلدي أحمر أو بثور متفشية، والتي تكون غالبا شائعة، مما يعني أنه من الصعب على الأطباء معرفة ما إذا كان الطفح الجلدي مرتبطا بالفيروس التاجي أو استجابات عرضية على أدوية أو التهابات فيروسية اخرى. ولعل أبرز عارض جلدي أثار انتباهنا في الشهور الأخيرة وفي مختلف أنحاء العالم، هو ماصار يطلق عليه اصطلاحا “أصابع كورونا”، الشبيهة بمرض “قضمة الصقيع” الجلدي، الذي يظهرعلى شكل تصبغات جلدية باللون الأحمرالداكن أو الأرجواني، خاصة في منطقة الأصابع، والتي لاعلاقة لها بالطقس البارد على عكس” قضمة الصقيع”، والذي لوحظ بشكل كبير عند صغار السن وهي الفئة التي تكون غالبا بدون أعراض أو تظهر لديها أعراض طفيفة للفيروس . كما لوحظ عند المصابين بذات الفيروس نمط جلدي معين يُدعى “التزرق الشبكي”، ويظهر على شكل خطوط متداخلة ومتشابكة بنفسجية اللون وغالبا ما يأتي نتيجة تشوهات تتعلق بتخثر الدم. وظاهرة تخثر الدم المرتفعة التي لوحظت عند بعض الأشخاص المصابين بكوفيد19، قد تكون على الأرجح ناتجة عن الإستجابة المناعاتية المفرطة للفيروس، وهو ماقد يؤدي أيضا إلى ظهور نمط من الطفح الجلدي الداكن، الذي قد يكون مرافقا لموت الخلايا الجلدية خاصة على مستوى الأطراف والأرداف.
طبيبة متخصصة في الأمراض الجلدية والتناسلية وطب التجميل