EPA وصفت روسيا إعلان القائد العسكري الليبي خليفة حفتر الاستيلاء على السلطة في بلاده بأنه أمر "مفاجئ"، بحسب ما نقلته وكالة "آر آي إيه" الرسمية عن مصدر في وزارة الخارجية. وقال المصدر إن الأمر الأكثر أهمية هو أن يطبق الليبيون أنفسهم القرارات السياسية التي تم التوصل إليها مؤتمر في برلين في يناير/كانون الثاني بمساعدة المجتمع الدولي. وأضاف: "نحن نؤيد استمرار العملية السياسية. إذ ليس هناك حل عسكري للصراع". وكان حفتر، الذي تسيطر قواته على شرق البلاد، قد قال الاثنين إن لديه "تفويضا شعبيا" لحكم البلاد، معلنا انتهاء اتفاق 2015 السياسي المهم، ومتعهدا بمواصلة تقدمه للسيطرة على طرابلس. ماذا قال حفتر؟ وقال حفتر في خطاب متلفز إن "جيشه" الليبي "فخور بأن يفوض بهذه المهمة التاريخية" لقيادة ليبيا. وأضاف: "نعلن قبولنا لإرادة الشعب وللتفويض وإنهاء اتفاق الصخيرات"، مشيرا بذلك إلى اتفاق عام 2015، الذي توسطت فيه الأممالمتحدة وتمخضت عنه حكومة وحدة. ولم يوضح إن كان البرلمان في شرق البلاد، وهو أحد الموقعين على الاتفاق، يساند الخطوة التي اتخذها، أو إن كان له دور في المستقبل. وقال القائد العسكري الليبي إن قواته ستعمل على "تهيئة الظروف الضرورية لبناء مؤسسات دولة مدنية دائمة". رد حكومة السراج ورفض مستشار لحكومة الوفاق الوطني، التي تعترف بها الأممالمتحدة، خطاب حفتر. وقال محمد علي عبد الله: "أظهر حفتر مرة أخرى للعالم مقاصده الاستبدادية. فهو لم يعد يسعى إلى التستر على ازدرائه للحل السياسي والديمقراطية في ليبيا. وخطابه الليلة هو عمل يائس لرجل مهزوم". وكان حفتر قد أشار في 2017 إلى أن اتفاق الصخيرات "انتهت صلاحيته". وطلب الخميس الماضي من الليبيين اختيار مؤسسة تحكم البلاد بعد انتهاء اتفاق الصخيرات. مخاوف من انقسام ليبيا وأشار إلى احتمال إصدار "إعلان دستوري"، مثيرا المخاوف من أن ينتهي الأمر بالبلاد إلى الانقسام. وكانت السلطة ليبيا قد انقسمت في 2014 بحيث صارت البلاد عبارة عن منطقتين: إحداهما تحكمها حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في طرابلس الشمال الغربي، ومنطقة تسيطر عليها جماعات مسلحة توجد في الشرق في بنغازي. وقد احتدم الصراع بشدة هذا الشهر، بعد معارك شرسة على عدة جبهات في غرب البلاد، بالرغم من الدعوات الملحة الصادرة عن الأممالمتحدة، ووكالات الإغاثة، إلى وقف القتال من أجل مواجهة فيروس كورونا. ويحظى حفتر بدعم كل من روسيا، والإمارات العربية، ومصر. أما حكومة الوفاق الوطني، التي يرأسها السراج فتؤيدها تركياقطر. وقد انزلقت البلاد إلى حالة من الفوضى بعد الإطاحة بالعقيد معمر القذافي وقتله في 2011، وأصبح شرقها تحت سيطرة قوات حفتر، وغربها في أيدي مجموعات مسلحة تساند حكومة الوفاق الوطني. ولم ينجح الهجوم الذي شنته قوات حفتر للسيطرة على طرابلس في تحقيق الغرض منه لكنه تسبب في مقتل المئات وتشريد نحو 200 ألف شخص.