قال مسؤول عربي رفيع إنه جاء إلى المملكة المغربية "في مهمة رسمية"، طالبا مساعدة "البلد الشقيق" لوقف الهجوم وحمام الدم الذي ترتب على "الانقلاب". اعتبر جمعة القماطي، مبعوث رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية إلى المغرب، معركة طرابلس التي شنها الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، انقلابا على اتفاق الصخيرات، الذي وقع بالمغرب، بين الأطراف الليبية.
وقال القماطي في مقابلة مع صحيفة "اليوم" المغربية: "تشرفنا بتوقيع الاتفاق في 17 يناير 2015، في مدينة الصخيرات. الاتفاق وضع إطارا لحل سلمي شامل للصراع في ليبيا ينهي العنف والاقتتال، ويخرج بنا لبر الأمان من خلال المصالحة الوطنية والحلول السلمية ولكننا الآن للأسف في أبريل 2019، نعيش انقلابا على الاتفاق من طرف خليفة حفتر الذي رفض الاتفاق وعرقله طيلة السنوات الماضية".
القماطي الذي يزور المغرب منذ بداية الأسبوع، قال إنه جاء إلى المملكة "في مهمة رسمية" بصفته المبعوث الشخصي لفائز السراج، مضيفا: "نحن الآن في حالة جديدة من الصراع أكبر مما عشناه في السنوات الماضية، بالهجوم الشرس على العاصمة طرابلس من طرف حفتر وقواته التي أتى بها من مسافة أكثر من ألف كيلومتر من شرق ليبيا".
وحذر من أن هذا الهجوم "ليس فقط تهديدا للعاصمة التي تحتضن قرابة نصف سكان ليبيا بحوالي 3 ملايين ليبي، وليس فقط تهديدا للأرواح والبنية التحتية، ولكن أيضا هذا الهجوم هو نسف لكل المحاولات السلمية السابقة وعلى رأسها اتفاق الصخيرات".
وقال: "لهذا أزور المغرب للتوضيح لأشقائنا في المغرب وللمسؤولين المغاربة المعنيين بالملف الليبي حول هذه الملابسات والخلفيات، حول ما يجري في أرض الواقع من الناحية العسكرية والإنسانية والسياسية. وكلنا أمل أن يقف كل أشقائنا وعلى رأسهم المغرب الشقيق، معنا لوقف هذا الهجوم، وحمام الدم، ورد المعتدي إلى مواقعه ما قبل انطلاق الحملة العسكرية".
وأعلن خليفة حفتر، إطلاق عملية للقضاء على ما وصفه بالإرهاب في العاصمة طرابلس، والتي تتواجد بها حكومة الوفاق المعترف بها دوليا برئاسة فائز السراج، ودعا الأخير قواته لمواجهة تحركات قوات حفتر بالقوة، متهما إياه بالانقلاب على الاتفاق السياسي للعام 2015.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 تشهد ليبيا، الدولة الغنية بالنفط، نزاعات داخلية مختلفة، لكن الهجوم الذي أطلقته قوات حفتر الخميس شكل تدهورا واضحا بين السلطتين المتنازعتين على الحكم.
وتتنازع على الحكم في ليبيا سلطتان هما: حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج التي شكلت في نهاية 2015 بموجب اتفاق رعته الأممالمتحدة وتتخذ من طرابلس مقرا لها، وسلطات في الشرق الليبي مدعومة من "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأدت المعارك الجارية لإعلان المبعوث الأممي إلى ليبيا تأجيل المؤتمر الوطني الليبي الذي كان مقررا منتصف الشهر الجاري.