تنعقد القمة العربية العادية رقم (27)، المقرر إقامتها يومي 25 و26 يوليو/ تموز الجاري، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وسط توقعات بفشل القمة الجديدة بسبب حالة الانقسام الحادة التي تشهدها كثير من الدول العربية، والخلافات بين الفصائل أو التيارات والمعارضة الداخلية في بعضها. وقال الدبلوماسي المصري، ومساعد وزير الخارجية الأسبق السفير حسين هريدي، في تصريحات خاصة ل"سبوتنيك"، الخميس، إنه بالحديث عن القمة العربية المنتظر انعقادها الشهر الجاري، يجب أن نلتفت إلى أنها لا تجرى في موعدها، بل هي مؤجلة 4 أشهر، فموعدها المقرر كان مارس/ آذار الماضي، وتأجيلها سببه رفض دولة المغرب لاستضافتها.
وأضاف "يجب أن نأخد في الاعتبار أنه تم تعديل ميثاق جامعة الدول العربية، بحيث تنعقد القمة مرة واحدة "عادية" كل عام، ولكننا أمام مشهد عربي مؤسف، والتأجيل يعكس الانقسام بشأن القضايا المصيرية، ولا يبدو في الأفق حالياً أن هذه الانقسامات ستنتهي، أو أن الدول العربية ستتفق فيما بينها على حد أدنى من التضامن فيما بينها، وفي مواجهة التحديات الوجودية للنظام العربي".
وعن إمكانية أن يكون وجود الإرهاب في المنطقة العربية سبباً في توحيد وجهات نظر الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، قال هريدي "هناك انقسامات عميقة فيما يتعلق بالقضايا العربية، لأن هناك دولاً عربية تمول الجماعات الإرهابية حتى هذه اللحظة، ومن الصعب تصور أن هذه القمة — التي ستخرج ببيانات ومواقف كلنا نعرفها- قد تغير من الأمر شيئا".
وتابع "الدول التي تدعم الإرهاب مصممة على دعم التنظيمات سواء في سوريا أو في ليبيا، ومازالت تنسق مع دول غير عربية لمواجهة دول عربية شقيقة، فعندما يكون الوضع بهذا الشكل، فإن فرص نجاح هذه القمة في التعامل مع الأزمات الطاحنة والمستحكمة تكون ضئيلة للغاية".
وبدأت الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، مساء أمس الأربعاء، في قاعات قصر المؤتمرات بنواكشوط، باجتماع لكبار مسؤولي المجلس الاقتصادي والاجتماعي، والذي يناقش 8 بنود تتعلق بالشؤون الاقتصادية العربية.
وتستضيف موريتانيا القمة العربية ال27 ، الاثنين المقبل، بتجهيز خيمة كبيرة للقاء القادة داخل مقر قصر المؤتمرات الدولي بنواكشوط، على أن تعقد اجتماعات الوزراء والسفراء العرب داخل قاعات قصر المؤتمرات.