العراق والجامعة العربية مصران على عقد القمة رغم الشكوك قبيل وصوله إلى بغداد في زيارة تستغرق أربعة أيام قال مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي إن وفد الجامعة الذي يترأسه يضم ممثلي مختلف الإدارات فيها للإعداد للقمة وضع اللمسات النهائية للتحضيرات اللوجستية والفنية والادراية لعقد القمة. وأضاف أن الوفد سيبحث الاستعدادات للقمة مع الرؤساء الثلاثة للجمهورية جلال طالباني والحكومة نورى المالكي ومجلس النواب أسامة النجيفي، إضافة إلى وزير الخارجية هوشيار زيبارى وعدد من كبار مسؤولي وزارة الخارجية العراقية وذلك للتباحث في الإجراءات والترتيبات النهائية لاستضافة بغداد للقمة العربية المؤجلة منذ العام الماضي والمقرر عقدها نهاية مارس المقبل. ومن المنتظر أن يعقد زيباري وبن حلي مؤتمرا صحافيا في بغداد اليوم عقب مباحثاتها لشرح الاستعدادات الجارية من قبل العراق والجامعة لانعقاد القمة في موعدها وكأنها المقررين. وشدد بن حلي على أنّ هذه الزيارة تؤكد إصرار الجامعة العربية والجانب العراقي على عقد القمة العربية في موعدها ببغداد نظرا للظروف التي تمر بها المنطقة العربية خاصة بعد ثورات الربيع العربي التي تقتضى انعقاد القمة العربية في موعدها من دون تأجيل. وتعقد القمة العربية سنويا في مارس إلا أنها لم تنعقد العام الماضي في بغداد بسبب اندلاع الثورات العربية. وتأتى زيارة بن حلي هذه استكمالا لزيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى العراق في وقت سابق حيث أجرى مباحثات مع المسؤولين العراقيين تعلقت بالترتيبات الخاصة بالقمة العربية وإصرار الجامعة على عقدها في بغداد بموعدها المحدد. وقبيل ساعات من وصول بن حلي إلى بغداد أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ردا على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن اعتراض بعض الدول العربية على عقد القمة العربية في بغداد ونسبت ذلك إلى مصدر في مكتبه «أننا في الوقت الذي ننفي مثل هذا النبأ جملة وتفصيلا نؤكد العكس حيث رحبت جميع الدول العربية بما يشبه الإجماع بعقد القمة في بغداد وأكدت استعدادها للحضور على أعلى المستويات». ودعا المالكي في تصريح صحافي تلقت «إيلاف» نسخة منه أمس وسائل الإعلام إلى التدقيق في مصادرها كي لا تفقد مصداقيتها نتيجة اعتمادها على مصادر وهمية تنتحل الانتساب لهذه الجهة أو تلك. شكوك بانعقاد القمة ومجلس التعاون قد يطلب التأجيل وجاء هذا التصريح في وقت قال دبلوماسيون عرب أن هناك شكوكا حول إمكانية انعقاد القمة بسبب الأوضاع الأمنية في العراق والانقسام السياسي في هذا البلد فيما أشارت تقارير صحافية إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي ستطلب من الجامعة تأجيل انعقاد القمة لحين انتهاء الأزمة السورية وذلك بسبب دعم العراق للنظام السوري. وقالت إن دول المجلس تعد لتقديم طلب إلى الجامعة العربية لتأجيل القمة إلى حين انتهاء الأزمة السورية وهو ما ابلغ به الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وفدا عراقيا برئاسة الناطق باسم الحكومة علي الدباغ خلال زيارته القاهرة الأسبوع الماضي عن صعوبة حضور القادة العرب قمة بغداد بسبب مواقف بغداد من الأزمة السورية. وأشارت إلى أن الدباغ لم يخف انزعاجه من لهجة العربي الذي قال بشكل صريح في حال استمرار مواقفكم هذه أي الموقف من الأحداث في سورية «لن يحضر القمة غير دمشق». ويؤكد الدباغ أن الاثنين سيشهد بدء وضع الترتيبات النهائية للقمة العربية مبينا أن القمة العربية تعد من أولى اهتمامات الحكومة. وبغداد مصرة على استضافة القمة وقال علي شلاه النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي أن الحكومة أكملت استعداداتها لاستضافة القمة كما أن الكتل السياسية متفقة على استضافة هذا الحدث المهم في موعده من دون تأجيل لكنه لم يستبعد إقدام بعض الأطراف على محاولة لتأجيلها. ومن جهتها أشارت النائب عن القائمة العراقية وحدة الجميلي إلى أن الظروف السياسية في العراق تستدعي تأجيل القمة. تحضيرات العراق للقمة ومن جهتها قالت السلطات العراقية إن اللجان المشرفة على تحضيرات القمة العربية قطعت أشواطا متقدمة في الإعداد لها موضحة أن اللجان التي جرى تشكيلها لانجاز مستلزمات انعقاد القمة حققت نتائج متقدمة. وأضافت أن «اللجان الثلاثة المنبثقة عن اللجنة العليا وهي لجنة الأعمار واللجنة الأمنية ولجنة الخدمات قد أنجزت الكثير من الأعمال المنوطة بها وان العمل يسير بموجب الخطط التي تم تحديدها مسبقا». كما أعلنت قيادة عمليات بغداد عن مباشرة اللجنة الأمنية العليا المكلفة بوضع ومتابعة التدابيرالامنية التي سيجري تنفيذها خلال انعقاد القمة العربية ببغداد أعمالها. وقال الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي أن الحكومة العراقية شكلت لجنة أمنية عليا تضم وزارة الداخلية والدفاع وجهاز المخابرات وقيادة عمليات بغداد وأمانة بغداد ومحافظة بغداد للتنسيق امنيا بهدف توفير الحماية اللازمة للقمة العربية. يذكر أن العراق الذي خصص مبلغ 300 مليون دولار لاستضافة القمة المقبلة كان قد استضاف القمة لمرتين الأولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد.. والثانية بدورتها الثانية عشر عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991. وكانت القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار عام 2010 قد اتخذت قرارا بعقد القمة التالية في العراق على الرغم من أن البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الأبجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدة إلا أنها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الأمنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا لكن قمة بغداد التي كان مقررا لها العام الماضي تأجلت إلى العام الحالي بسسب الاضطرابات التي شهداها دول عربية فيما أطلق عليه الربيع العربي. عن إيلاف