برز نجمهم بشكل كبير في أعقاب الحرب على كورونا، بعد أن رصدت الكاميرات تحركاتهم مع القياد وأعوان السلطة لتنفيذ «الطوارئ الصحية». إنهم أفراد القوات المساعدة أو «المخازنية» و»المرود» كما يسميهم عموم المغاربة، وهم قوات شبه عسكرية يبلغ عدد أفرادها 47 ألفا تشتغل في أكثر من موضع وتوجد دائما في الصفوف الأمامية، لقبهم وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري ب»كاسحة الألغام». فضلا عن عملهم في الحدود لمحاربة الهجرة السرية والتهريب، وتموقعهم في الخطوط الأمامية للجدار الأمني بالصحراء، فإنهم يكونون رهن إشارة رجال السلطة في إطار عملهم الأمني الوقائي قصد مساعدتهم في القيام بالمهام المنوطة بهم في مجالي حفظ النظام والأمن العموميين، كما يظهر ذلك بشكل بارز في الحملات التي يقودها القياد حاليا لحث الناس على الالتزام بمنازلهم. ولا توضع القوات المساعدة رهن إشارة رجال السلطة فقط، بل توضع أيضا رهن إشارة الشرطة والدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية، وتوجد في قلب المظاهرات والوقفات الاحتجاجية لحفظ الأمن العام، وتنظيم التجمعات والسهرات، وتنتشر على الشواطئ وتشارك في حماية الغابات، وتحتك مباشرة مع المواطنين لتحرير الملك العام، وتقود عملية جمع المشردين من شوارع المدن، والسهر على حسن سير الملاعب الرياضية، وحراسة السدود والمنشآت العامة ومؤسسات الدولة. وتنقسم المفتشية العامة للقوات المساعدة جغرافيا إلى شطر الشمال، وشطر الجنوب، ويخضع تنظيمها إلى الظهير الشريف بمثابة قانون 533721 الصادر في 4 أبريل 1973، الذي يتعلق بالنظام الأساسي الخاص برجال القوات المساعدة الذين يدرجون في رتب: رجال القيادة، سلك المفتشين الممتازين والمفتشين، سلك المساعدين، ورجال الصف المكونون من المقدم الرئيسي والمقدم والجندي. وشهدت سنة 2019 توظيف 1615 عنصرا في شطر الشمال موزعين بين 15 ضابطا و116 ضابط صف و1484 جنديا، إضافة إلى 1349 عنصرا في شطر الجنوب موزعين على مختلف الأسلاك والتخصصات، لكن مع ذلك يبقى الخصاص «ملموسا» من ناحية العنصر البشري، كما ورد في تقرير «منجزات وزارة الداخلية برسم السنة المالية 2019». وحسب المعطيات الرسمية، فقد بلغت تدخلات الوحدات المتنقلة من طرف القياد، خلال الفترة بين يناير وشتنبر 2019، ما مجموعه 2158 تدخلا في شطر الشمال فقط، وينتظر أن يتم تجاوز هذا الرقم خلال السنة الجارية بسبب الحرب على الجائحة التي تفرض نزولا مكثفا ويوميا للمخازنية للشارع لتأمين تنفيذ «الطوارئ الصحية»، فيما بلغت حصيلة تدخلات وحدات المفتشية العامة للقوات المساعدة لشطر الجنوب خلال نفس الفترة 34 ألفا و891 تدخلا. ويبقى من الأدوار المحورية للقوات المساعدة حماية الحدود ومحاربة الهجرة غير الشرعية والتهريب بكل أنواعه، حيث سجلت حصيلة تدخل وحداتها المرابطة على الحدود الشرقية وفي الساحل الشمالي برسم السنة المنصرمة، صد ثلاث عمليات اقتحام جماعي للمهاجرين لسبتة ومليلية المحتلتين وإيقاف أزيد من 37 ألف مهاجر سري وحجز 3199 كلغ من مخدر الشيرا. ورغم حجم المهام المنوطة بهم، ظل أفراد القوات المساعدة يتلقون لعقود رواتب هزيلة، قبل أن يستفيدوا من زيادة هامة في أجورهم نقلتها من 1500 درهم إلى 2200 ثم 3500 درهم، وتتفاوت هذه الأجور حسب الرتب والدرجات، إذ يأتي على رأسها المفتشون الممتازون الذين يتشكلون من درجتين الأولى تتقاضى 18879 درهما، والثانية 14137 درهما، يليهم المفتشون الذين يتراوح أجرهم بين 7653 و9738 درهما، فالمساعدون الذين يتراوح أجرهم بين 4528 و5718 درهما، ثم رجال الصف الذين ينقسمون إلى المقدم الرئيس الذي يتقاضى 3907 درهما والمقدم ب3711 درهما والمخزني ب3524 درهما.