أعلنت وزارة الداخلية فرض حال طوارئ صحية وتقييد الحركة في المملكة إلى أجل غير مسمى، “كوسيلة لا محيد عنها” لإبقاء فيروس كورونا “تحت السيطرة”. وتعد هذه الخطوة من بين أهم الاجراءات الاحترازية التي تخوضها الدول من أجل حصر انتشار فيروس كورونا، حيث أعلنتها إيطاليا وإسبانيا وحتى فرنسا، لكن الملاحظ أن إيطاليا على الرغم من صرامة الاجراءات إلى أنها سجلت أزيد من 41 ألف حالة إصابة مؤكدة وفاقت الصين في عدد الوفيات الذي اجتاز 3400 شخص، فما الذي أفشل الاجراءات الاحترازية لإيطاليا وجعلها تعاني بشكل غير مسبوق؟ بدأت إيطاليا في تشديد المراقبة على مستوى حدود البلاد والمطارات، وقامت بعدد من الاجراءات الصارمة، ومع ارتفاع عدد الحالات المسجلة قررت إعلان الحجر الصحي على إقليم لومبارديا شمال البلاد الذي عرف تفشي الفيروس بشكل كبير، بيد أن سكان تلك المنطقة قرروا الخروج منها والسفر إلى باقي المدن خوفا من الوباء، وعرفت محطات القطار والحافلات والمطارات حركة غير مسبوقة وازدحاما كبيرا، مما أدى إلى انتقال الوباء بسرعة إلى أقاليم أخرى كانت بعيدة كل البعد عن بؤر الانتشار، وهو ما أقرت به السلطات الإيطالية بداية هذا الأسبوع. ومنذ إعلان المغرب حالة الطوارئ الصحية، ونحن نعيشه نفس السيناريو، ازدحام كبير في المحطة الطرقية أولاد زيان، عاينته “الأيام 24” صباح اليوم، يذكرنا بالوضع التي تعيشه المحطة ايام الأعياد، واكتظاظ في محطة القطارات طنجة، والمحطات الطرقية بالرباط ومراكش وفاس، تماما كأننا نعيشه السيناريو الإيطالي بخصوصية مغربية. مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي طالبوا المواطنين بالتزام بيوتهم والامتناع عن السفر في هذه الظروف الاستثنائية، لحصر انتشار الوباء ومنعه من الوصول إلى مناطق أخرى في المغرب، وهي نداءات لم تلق تجاوبا كبيرا من بعض الفئات، فهل يتجنب المغرب السيناريو الإيطالي بمنع التنقلات بين المدن؟