تفيد المعطيات الواردة من العاصمة الموريتانية نواكشوط أن حكومة الجارة الجنوبية للمملكة تحضر توجيه طعنة غادرة للرباط، أياما بعد التطمينات التي حملها وزير خارجيتها اسلكو ولد احميد ازيد بيه، إلى نظيره المغربي صلاح الدين مزوار قبل أقل من أسبوع والمضمنة في رسالة خطية من الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز إلى الملك محمد السادس تفيد بحرص نواكشوط على موقع الحياد الإيجابي الذي تنتهجه تجاه نزاع الصحراء المفتعل ودعمها لكل الجهود الأممية المبذولة لإيجاد حل سياسي متوافق عليه ومقبول من الطرفين. ووفق يومية "العلم" فإنه على نقيض لغة التهدئة التي حملتها رسالة نواكشوط للرباط بغرض تبديد غيوم التوتر الصامت التي تشوب علاقات البلدين الجارين، تؤكد تسريبات صحفية من نواكشوط أن وزير خارجية موريتانيا ينسق مع سفارة الجزائر بالعاصمة الموريتانية وديوان ولد عبد العزيز خطوة تمكين جبهة بوليساريو من فتح تمثيلية دبلوماسية للجمهورية الوهمية بوسط العاصمة نواكشوط. وهو ما يعني في العرف الدبلوماسي تطور الموقف الموريتاني من الحياد الايجابي إلى الانفتاح الدبلوماسي الرسمي على الطرح الانفصالي وتمكينه من تمثيلية ترفع في قلب موريتانيا، راية الكيان الوهمي . وظلت نواكشوط تتعامل بحذر مع ملف الصحراء إذ رغم اعترافها بالجبهة الانفصالية منذ سنة ،1984 إلا أن الرؤساء المتعاقبين على الحكم بنواكشوط، لم يقدموا طيلة ثلاثة عقود على الاعتراف الكامل بالجبهة الانفصالية كجمهورية. وتنصل الرئيس الحالي -وفق الصحيفة - بشكل تدريجي محسوس عن سياسة التوازن الحذر الذي ظلت بلاده تنتهجه في تدبير علاقاتها مع الجوار الشمالي والشرقي. وفي سياق متصل كشف المصدر ذاته أن عملية انتخاب العشر أعضاء الجدد وغير الدائمين بمجلس الأمن الدولي، أسفرت عن استعداد ثلاث عواصم معادية للمملكة وتنهج سياسة غير ودية تجاه الرباط للالتحاق بتركيبة مجلس الأمن بدءا من السنة المقبلة ويتعلق الأمر بكل من السويد وبوليفيا وإثيوبيا.