أثار قرار تأجيل عقد الدورة الخامسة للقمة العربية الإفريقية، في العاصمة السعودية الرياض التي كان من المقرر انعقادها يوم 16 مارس المقبل، تساؤلات حول السبب الحقيقي للقرار المفاجئ. ويرتقب أن يتم الاعلان بشكل رسمي عن التأجيل إلى موعد لاحق بعد أن يتم إشعار الدول الأعضاء بهذا القرار، إلى حين الاتفاق على موعد آخر لانعقاد القمة العربية الافريقية. غير أن الأسباب غير واضحة حيث أكدت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر دبلوماسية عربية أن القرار جاء بطلب من الاتحاد الإفريقي “حتى يتسنى التحضير والإعداد لها بشكل جيد”، علما أن اجتماعات تحضيرية انعقدت في السعودية الشهر الماضي بين الجانبين العربي والافريقي. فيما تشير مصادر أخرى إلى أن السبب الحقيقي وراء الطلب الافريقي هو أن جنوب إفريقيا ضغطت على الاتحاد الافريقي لتأجيل القمة حتى يتسنى للدول المناصرة لجبهة البوليساريو الانفصالية بحث مخرج لتفادي الإحراج بسبب مشاركة وفد يمثل الانفصاليين، لان أغلب الدول العربية تقف في صف المملكة المغربية وتؤيد معركتها للدفاع عن وحدتها الترابية. وخوفا من أي تصدي عربي لمشاركة البوليساريو التي تعول على التأييد الجزائري الجنوب إفريقي، تعرض الاتحاد الافريقي لضغوطات دفعته إلى طلب التأجيل بعلة عدم التحضير الجيد لعقد القمة. وتقود جنوب إفريقيا تيارا ضاغطا داخل الاتحاد الإفريقي لأجل الدفع بالمصادقة على قرار يلزم الاتحاد على المشاركة في القمم والاجتماعات مع باقي الاتحادات أو التجمعات الدولية بجميع الأعضاء بما فيها البوليساريو. ويذكر أن السعودية التي تقام على أرضها هذه القمة ترفض الاعتراف بجبهة البوليساريو الانفصالية، وكان من المتوقع أن ترفض مشاركة ممثلي الجبهة في نشاط سياسي في عاصمتها.