واصل حزب “التجمع الوطني للأحرار” جولاته في إطار القافلة التواصلية “100 يوم 100 مدينة”، التي حطت اليوم السبت بمدينة إنزكان، و هي الجولة التي أطرها عضوي المكتب السياسي مصطفى بايتاس و عبد الرحمان اليزيدي، بحضور أعضاء الحزب على المستوى المحلي و الاقليمي و الجهوي. وفي كلمة له، تحدث مصطفى بايتاس بإسهاب كبيرة على رؤية حزب “التجمع الوطني للأحرار” في ما يتعلق بالتشغيل، مؤكدا أن الحزب يطمح لخلق مليوني فرصة شغل في الفترة ما بين 2021 و 2027، مشيرا أنه في قطاع الخدمات فقط يطمح الحزب لخلق 600 ألف منصب شغل. وتابع: “… قطاع الخدمات يعيش في عشوائية، على غرار ممتهني الحدادة أو النجارة أو الصباغة أو الرصاصة، و في الكثير من الأحيان لا يكون المواطن راضيا على ما يقدمونه من خدمات، و نحن نريد أن ننظم هذه القطاعات غير المهيكلة، نريد أن نخلق لهم رقما مهنيا و منصة إعلانية و تنقيطا، و هذا يلزمه هيئة وطنية تقوم بتكوينهم ومتابعتهم أيضا”. و استرسل في ذات السياق: “… اليوم من اللازم لمجموعة من المهن الغير منظمة أن يتوفر ممتهنوها على التقاعد و أن يكونوا منخرطين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، كما نريد حمايتهم أيضا من الشركات الكبرى، و هدفنا أن ننقص من مستوى الحكرة في المجتمع لا نريد من الحلاق أو الصباغ أن يخجل من مهنته”. و أعطى عضو المكتب السياسي مثلا بما تم العمل به في قطاع الصيد البحري: “… اليوم أصبح للبحارة تقاعد و هم منخرطون في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بفضل مخطط أليوتيس الذي أطلقه عزيز أخنوش، و الأمر نفسه يمكن أن نقوم به بالنسبة لباقي المهن على غرار ممتهني الصباغة و النجارة و الصناع التقليديين”. و استرسل في معرض كلمته: “… الحلول موجودة وما نحتاجه اليوم هو الرغبة في نقل أصحاب بعض المهن من القطاع غير المهيكل إلى القطاع المهيكل، لأننا لا نريد التفاوتات الصارخة بين الفقير و الغني، كما لا نريد لأي شخص أن يصل إلى سن الستين و ليس له تقاعد”. وختم مصطفى بايتاس كلامه بتأكيده أن “الثقة أصبحت معدومة في السياسة و السياسيين الذي أكثروا من الكذب، فحتى من جاؤوا بخلفية دينية و أخلاقية فشلوا”. مؤكدا في نفس الوقت أن “جهة سوس ماسة أمام فرصة تاريخية من أجل تعاقد سياسي جديد، بحكم أن أبناء منطقة سوس أصبح لهم صوت مسموع على المستوى المركزي”. و في كلمة مماثلة قال عبد الرحمان اليزيدي، أن مدينة إنزكان التي احتظنت المحطة الجديد من قافلة “100 يوم 100 مدينة” لها خصوصياتها التي تميزها عن باقي المدن الأخرى: “… شاهدت حماسا كبيرا و تبين من خلال الورشات أن هناك خصوصية لمدينة إنزكان، فالبطالة بمدينة إنزكان التجارية ليست هي بطالة مدينة بيوكرى الفلاحية ليست هي بطالة جرادة المنجمية ليست هي بطالة مدينة طنجة التي يرتكز اقتصادها على صناعة السيارات”. و ختم كلامه بالقول: “…أغلب النقاش في الورشات انصب على الشغل و الصحة و التعليم، لكن مداخلة إحدى السيدات أعجبتني عندما قالت أن الانسان يجب أن تكون له كرامة، و هناك سيدة أخرى قالت ‘بغينا نتزوجو'، و هذا مطلب جميع الشباب، فمن يطلب الشغل يريد تكوين أسرة، و في هذا الاطار يجب أن نقوم بمبادرات لتكوين الأسر”. ذات النقطة التي ختم بها عبد الرحمان اليزيدي كلامه، تحدث عنها أيضا مصطفى بايتاس، مؤكدا أن “مؤشرات العزوبية خطيرة، و مؤشرات الطلاق هي بدورها مخيفة، و هذه علامة على تدني الحياة الاقتصادية و منظومة القيم التي بدأت تتغير”. وتابع بايتاس: “… ما نلاحظه اليوم هو انهيار للمنظومة الاقتصادية مما أدى إلى العنوسة و الطلاق، إضافة إلى أن الفتاة التي تقرر أن تتابع دراستها لا تنهيها إلى في حدود 30 سنة … فهذا وضع مقلق بما أن الأساس هو الأسرة، فبدون أسرة ليست هناك لا تنمية و لا مجتمع فحينها سنعيش في الفوضى”. و استرسل في ذات النقطة قائلا: “.. نحتاج إلى سياسة عمومية تدعم الأسرة، و هذه من بين المواضيع التي ترخي بظلالها على النقاش داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، هل نريد أن نصبح مثل أوروبا و أن ندخل في العلاقات الرضائية و الحريات الفردية، علما أن الأخيرة نناقشها بتريث داخل الحزب”.