في خرجة مثيرة، قدم عضو المكتب السياسي لحزب “التجمع الوطني للأحرار” مصطفى بيتاس، مجموعة من الأرقام الصادمة عن مشاكل التعليم بالمغرب، عندما أكد أن 250 ألف تلميذ يغادرون المغرب بشكل سنوي، مما يعني أنه كل أربع سنوات يغادر فصول الدراسة مليون تلميذ، وهو رقم مخيف. و في كلمة له، صباح أمس السبت، من مدينة الدشيرة الجهادية، التي حطت بها قافلة “100 يوم 100 مدينة”، أكد بيتاس أن هؤلاء التلاميذ ال 250 ألف الذين يغادرون مقاعد الدراسة سنويا، يذهبون إلى الشارع و الدولة لا تعترف بهم، فكلهم يذهبون إلى التشرد و الاجرام و يكرهون المجتمع و الأسرة، و ينتقمون من أنفسهم ومن المجتمع”.
هذه الأرقام التي قمت بسردها – يتابع بيتاس- تعني أنه في ظرف كل أربع سنوات، يغادر مليون طفل المدرسة، مما يعني أننا كل سنة، نضحي ب 250 ألف طفل أي 250 ألف مشروع و 250 ألف فكرة، و نحن في حزب التجمع الوطني للأحرار نريد أن نخلق مدرسة الفرصة الثانية، سنفرض على جميع الأطفال التمدرس حتى سن 18 سنة، و لو وصلنا إلى درجة إكراههم بالقوة على العودة إلى المدرسة، سواء عادوا إلى صفوف الدراسة أو إلى مؤسسات التكوين المهني”.
ومن الخطط التي ينوي الحزب الدفاع عنها، و التي قام بايتاس بجردها في معرض كلمته، قوله أن “اقتصاد المغرب لا يجب أن يقتصر على الصناعة و الفلاحة، لكن يجب أن ينفتح أيضا على قطاع الخدمات، كما يجب أيضا أن يضاعف ميزانية قطاع الصحة إضافة إلى اعتماد الحكامة في هذا القطاع، دون إغفال محاربة الرشوة و تشجيع الاستثمار و الاستمرار في تشييد البنيات التحتية القوية”.
وتابع بيتاس في معرض كلمته:”… حزب التجمع الوطني للأحرار قام بمجهود كبير لتشخيص المشاكل وأنا أتساءل هل هذه المجهودات التي نقوم بها تعني أن الانتخابات ستجري بعد أسبوع أو شهر أو حتى سنة أشهر؟”، ليجيب بنفسه عن السؤال بالقول: “ما أعرفه أن الانتخابات التشريعية ستجري بعد سنتين”.
و لم يفوت مصطفى بيتاس الفرصة للحديث عن رئيس الحزب عزيز أخنوش: “… قبل أن يصبح عزيز أخنوش رئيسا لحزب التجمع الوطني للأحرار كان وزيرا و قبل ذلك كان رئيسا للجهة، و قبل ذلك كان عضوا منتخبا في المجلس الاقليمي لتيزنيت، و عضوا في جماعة قروية بتافراوت، و هو رجل أعمال معروف محليا و جهويا و ووطنيا و دوليا، فما يريد البعض أن يصل إليه عبر العمل السياسي، هو وصل إليه قبل أن يكون رئيسا للحزب”.
و تحدث بيتاس عن بعض الاختلالات التي عرفها مسار التنمية ببلادنا: “… عندما ننظر إلى المغرب نجد طرقا سيارة و مطارات و الموانئ و هذه أمور جيدة، لكن ليس لدينا لا تعليم و لا صحة و لا تشغيل، فالمغربي لا يشعر بأثر التنمية، و الدليل أن جميع المغاربة مهما كان دخلهم ضعيفا يدرسون أبنائهم في المدارس الخاصة، كما أن هناك إشكالات كبيرة في الشغل لدى حاملي الشهادات، و هذا ما جعلنا نشتغل منذ 3 سنوات لنجد الحلول”.
وعرج عضو المكتب السياسي على بعض ما دار بين حزبه و لجنة شكيب بنموسى التي عهد إليها إعداد تصور حول النموذج التنموي: “… استقبلنا شكيب بنموسى و قلنا له أن أولوياتنا تتجلى في التعليم و الصحة و التشغيل، فالتعليم العمومي يجب أن يكون جيدا، و مرحبا بمن أراد أيضا أن يدرس أبنائه في التعليم الخاص، غير أن التلميذ المغربي الذي يدرس في المدرسة العمومية يجب أن يضبط اللغات، و اللغة الإنجليزية يجب أن تكون لها أولوية قبل الفرنسية”.
وختم كلامه بالقول: “نحن اليوم نتحرك في جميع الاتجاهات لتقديم الحلول، لكن المواطن لن يشعر بالتغيير بين عشية و ضحاها، فنحن أمام دولة و التغيير يلزمه سنوات، لكن في مقابل ذلك هناك أولويات عاجلة يجب أن نشتغل عليها”.