تستفيد الدول عادة من أطرها وكفاءاتها في مختلف المجالات، وتستعين مثلا بأبطالها وأصحاب الانجازات الرياضية الكبرى لتطوير القطاع والإشراف عليه قصد تحقيق نتائج جيدة، إلا في المغرب، تسند الأمور لغير أهلها. فمثلا في تونس، عرفت التشكيلة الوزارية المقترحة من قبل رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي، عقب طرحها في وقت سابق أمام رئيس الجمهورية قيس سعيد، تواجد اللاعب الدولي السابق والمحلل الفني بشبكة بي إن سبورتس طارق ذياب في منصب وزير الشباب والرياضة، وهو الذي صال وجال في الملاعب الإفريقية والدولية، وفاز بالكرة الذهبية الأفريقية سنة 1977 وشارك مع المنتخب التونسي في نهائيات كأس العالم 1978 وفي الألعاب الأولمبية بسيول لسنة 1988، وسبق أن تقلد منصب وزير الشباب والرياضة سابقا في حكومتي حمادي الجبالي وعلي العريض.
وفي الجارة الشقيقة الجزائر، عين الرئيس عبد المجيد تبون نور الدين مرسلي في منصب كاتب دولة مكلف برياضة النخبة، وهو البطل الأولمبي والعالمي وصاحب الرقم القياسي في سباق 1500 متر سابقا، وصديق مقرب من البطل المغربي هشام الكروج. مرسلي حاز على شهادة مستشار في الرياضة من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، وشغل مناصب مستشار بوزارة الشباب والرياضة وسفير المجلس الأولمبي الجزائري.
وفي كرواتيا يترأس الاتحاد المحلي لكرة القدم أسطورة البلاد دافور سوكر، وفي مصر يترأس الاتحاد المحلي اللاعب السابق للمنتخب هاني أبو ريدة، ويشغل منصب وزير الرياضة أشرف صبحي بطل مصر في الكاراتيه وحاصل على دكتوراه الإدارة الرياضية، ومدرب متمرن سابق في مانشستر يونايتد الانجليزي.
بينما في المغرب، تعاني الأطر الرياضية الوطنية التهميش ويعاب علينا الاستعانة بأشخاص لا علاقة له بالرياضة في مناصب عليا، وهو ما يفسر تواضع الانجازات الرياضية الجماعية الكبرى ككرة السلة وكرة اليد، وغياب البطولات الوطنية في عدد من الرياضات وعطالة جامعات ملكية بسبب صراعات النفوذ والمصالح، وتواضع أداء الرياضات الفردية كألعاب القوى وفنون القتال والدفاع عن النفس في المحافل الدولية. فلماذا لا يستفيد المغرب من تجارب جيراننا ومن سبقونا؟