أعلنت الجزائر عن زيارة مبرمجة لوزير خارجية موريتانيا إسلكو ولد أحمد إزيد بيه، الذي سيحل يوم الثلاثاء بالعاصمة، حاملاً معه رسالة من رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز، لنظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بحسب مضمون بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي. بحسب البيان فإن هذه الزيارة ستتمحور حول التحضير لاجتماع الدورة الثامنة عشرة للجنة المشتركة الكبرى الجزائرية الموريتانية، المقرر عقدها بالجزائر قبل نهاية سنة 2016.
واللافت أن زيارة رئيس الدبلوماسية الموريتانية هي أول جولة يقوم بها مسؤول حكومي موريتاني منذ شهور طويلة إلى الجزائر، إثر التوتر الدبلوماسي الحاد الذي نشب بين البلدين بسبب تصريحات أحد أعضاء البعثة الجزائرية في نواكشوط حول النزاع على الصحراء الغربية، ما كلفه الطرد من الأراضي الموريتانية فردت الحكومة الجزائرية فور ذلك بخطوة مماثلة، وتعمدت خفض تمثيلها في كافة الاجتماعات الإقليمية والمؤتمرات الدولية بموريتانيا.
واحتجت الجزائر وقتذاك بشدة، حيث استدعت السفير الموريتاني في 4 دقائق لتبلغه احتجاجها على المعاملة التي تلقاها أحد دبلوماسييها، ثم بادرت إلى مقاطعة اجتماع مجلس وزراء داخلية الاتحاد المغاربي الذي انعقد حينذاك بنواكشوط، وأوفدت في آخر لحظة موظفا بوزارة الداخلية لتمثيل بلاده.
وساطة تونسية
وتدخل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي على خط الوساطة بين البلدين، لكنه لم يفلح سوى في وقف التصريحات العدائية والتصعيد الإعلامي بين الجانبين، بحسب قراءات متابعين اعتبروا أن الجزائر ترفض في الأصل وساطة طرف ثالث في خلافاتها مع دول عربية أو إسلامية.
وبقيت حال العلاقات الموريتانية الجزائرية على هذا النحو، إلى غاية مطلع أبريل/نيسان الماضي، حين أوفد الرئيس بوتفليقة وزير شؤون إفريقيا والعالم العربي عبد القادر مساهل إلى نواكشوط، حيث صرح لوسائل إعلام محلية بموريتانيا أنه التقى الرئيس ولد عبد العزيز وسلمه خطابا من بوتفليقة “يعبر عن الأخوة والصداقة بين البلدين الشقيقين”.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق “على عقد الدورة ال 18 للجنة العليا المشتركة للتعاون بين البلدين، في النصف الثاني من هذه السنة، والتحضير الجيد لهذه الدورة لتقييم العلاقات، والآفاق التي تنتظر الجانبين لتعزيز توسيع التعاون الثنائي”.
وأوضح مساهل أن اللقاء “كان فرصة للتطرق إلى الأوضاع التي تعيشها منطقتنا، وبالخصوص في المغرب العربي، وجرى استعراض آخر المستجدات في الصحراء الغربية، والوضع في ليبيا الشقيقة والأوضاع في الساحل”.
وتمت زيارة مساهل لموريتانيا بعد ساعات فقط من زيارة مماثلة قادت وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي وفيها تباحث مع الجانب الموريتاني حول سبل تذليل التوتر مع الجارة الجزائر.