يحمل وزير الخارجية الموريتاني، إسلكو ولد أحمد إزيد بيه، يوم غد الثلاثاء، رسالة خطية من الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفيلقة، ضمن زيارة عمل يقوم بها المسؤول الموريتاني رفيع المستوى، هي الأولى بعد الأزمة التي ألمت بالعلاقات الثنائية بين البلدين منذ أزيد من سنة. ويلتقي وزير الخارجية الموريتاني برئيس الدبلوماسية الجزائرية، رمضان لعمامرة، وبعده بالرئيس بوتفليقة، للتباحث حول التحضير لاجتماع الدورة 18 للجنة المشتركة الكبرى الجزائرية الموريتانية المقرر عقدها بالجزائر أواخر سنة 2016. وتأتي زيارة المسؤول الموريتاني إلى الجزائر، ولقاؤه بشخصيات حكومية هناك، بعد مرور زهاء 13 عاما على اندلاع أزمة دبلوماسية بين نواكشوطوالجزائر، على خلفية طرد الرجل الثاني في السفارة الجزائريةبنواكشوط، بلقاسم شرواطي، لتورطه في الوقوف خلف نشر مقال في أحد المنابر الموريتانية، يسيء إلى علاقات موريتانيا والمغرب. ومنذ ذلك الحين، ومقابل توتر العلاقات بين الجزائروموريتانيا، لوحظ انتعاش في العلاقات الثنائية بين الرباطونواكشوط، ظهر خاصة في استقبال ولد عبد العزيز لوفد مغربي في دجنبر الماضي، كان مشكلا من وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، ومدير إدارة المستندات والوثائق، ياسين المنصوري، والمفتش العام للقوات المسلحة بوشعيب عروب. ويراقب المغرب عن كثب "عودة" الاتصال بين الجزائروموريتانيا، وكيف سيؤثر هذا المستجد على علاقات البلدين، لاسيما أن الروابط بين الرباطونواكشوط منذ وصول ولد عبد العزيز إلى الحكم شهدت تأرجحا بين التطور والفتور، والتقارب والتباعد، وذلك تبعاً لمعطيات جيوسياسة تميز المنطقة المغاربية. بالمقابل هللت وسائل الإعلام الجزائرية المقربة من النظام الحاكم بالجارة الشرقية لزيارة وزير الخارجية الموريتاني، وقالت إن "من شأن هذه الزيارة أن تعيد تنشيط العلاقات الثنائية التي تضررت بشكل كبير منذ أكثر من سنة، في أعقاب تبادل طرد موظفي سفارتي البلدين". وأوردت المنابر الجزائرية ذاتها أن سحب الخلافات مع موريتانيا ستتبدد قريبا من سماء العلاقات الثنائية بين البلدين المغاربيين، بفضل الزيارة المرتقبة لرئيس دبلوماسية موريتانيا إلى البلاد، مشيرة إلى أن وساطة تونسية سابقة لإصلاح ذات البين لم تؤت أكلها قبل سنة، إذ بقي كل بلد يقاطع الاجتماعات التي تعقد على تراب البلد الآخر.