الإسلام إذن، ليس هو الحل. رئيس الحكومة المغربية، وزعيم حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسي لحركة الإصلاح والتوحيد الدينية، يقول: "لم أقل يوما ولن أقول أن الإسلام هو الحل لكل مشاكلنا، لأنه وبكل بساطة لا أومن بذلك"
... بنكيران، الذي قال قبل أيام قليلة فقط، إن قانون الاقتطاع من الإضراب مذكور في القرآن... وذهب أبعد من ذلك، ليخرج لنا من كتاب الله "آية الاقتطاع من أجور المضربين عن العمل"، وهي بحسبه:"والسماء رفعها ووضع الميزان" هذا الرجل، هو نفسه الذي يقول اليوم إن... الإسلام ليس هو الحل. بنكيران، الذي قصد "الدشيرة الجهادية" ذات يوم، ليربط بين ما اعتبره منجزات حكومته، ورضا الله عن هذه الحكومة، حين قال بالحرف: "الله سبحانه وتعالى عاونا، والثمن ديال البترول طاح، والثمن ديال ليصانص طاح، والثمن ديال المازوط طاح" وأضاف: "والله سبحانه وتعالى عاونا، وجاب الله الأمطار ديال الخير سنوات متتالية هادي، 2012 و2013 و2014 و2015، الحمد لله بفضل الله سبحانه وتعالى. الناس تايقولو لي وخا ضاعو لينا الناس الله يرحمهوم، ولكن تايقولو لي هاد الخير اللي نزل، 80 عام هادي ما شفناه. فالبلاد ديال السي باها قالو لي 80 عام ما شفناش هاد الشي، وتايقولو لي باللي الحمد لله دابا فالجنوب، فالعيون وغيرها، تايقولو لي 4 سنين و5 سنين ديال الرعي، الحمد لله مضمونة الآن، والباراجات ديالنا الحمد لله ممتلئة، اللهم لك الحمد ياربي". الرجل الذي أقحم الله هنا في حملة انتخابية، هو نفسه الرجل الذي يقول اليوم: الإسلام ليس هو الحل.
بنكيران... الذي، ولكي يعارض مهرجان موازين (أيام المعارضة طبعا) قال بالحرف: "ياجلالة الملك، الاحترام للإسلام في المغرب، لا ينال المكانة التي يليق بها، (تكبير، الله أكبر... هكذا كانت تصيح جماهير بنكيران حينها) ... ياجلالة الملك، المشرفون على الإعلام يميعون شبابنا، ويأتون بالشواذ يظهرونهم في تلفزيوننا، الذي يبدأ بالقرآن ويختم بالقرآن (الشعب يريد إسقاط موازين: هكذا كانت تصيح جماهير بنكيران)... ولهذا الإخوان، كما قال الأخ رئيس الحركة والأخ رئيس النقابة، أي دستور... أي دستور تتراجع فيه مكانة الإسلام، سنحاربه بكل ما أوتينا من قوة (الله أكبر، الله أكبر... صاحت جماهير بنكيران)..."
بنكيران، الذي ينتمي لنفس الحزب، ونفس الحركة الدينية، ونفس الحكومة التي يوجد فيها وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، الحسن الداودي، الذي قال ذات يوم، متحدثا عما يسمى بالبنوك الإسلامية: "إن الجهود المبذولة لإدخال البنوك الإسلامية إلى المغرب تعتبر جهادا في سبيل الله لتنزيل الشريعة الإسلامية على أرض الواقع" ... هو نفسه بنكيران، الذي يقول اليوم، إن الإسلام ليس هو الحل.
بنكيران، زعيم "البيجيدي" وأحد قيادات حركته الدينية، هو نفسه الرجل الذي خاطبه "المغراوي"، مفتي زواج طفلة ال 9 سنوات بالقول: "أضمن لك ولحزبك إذا عملتم على نشر الإسلام أن يبقى حكم حزبك إلى أن يرث الله الأرض وما عليها"، دون أن يصدر عن بنكيران أو حزبه أو جماعته الدينية ولو مجرد بيان صغير يسأل المغراوي (أين سينشر بنكيران الإسلام؟... هل سينشره في دولة تعتمد "الدين الإسلامي السمح" وتقره في الفصل الأول من دستورها؟؟)
اليوم، وبعد كل هذه الأسلمة المتعمدة للخطاب السياسي من طرف بنكيران ومن معه، يقرر رئيس الحكومة أن يصدمنا. أن يقول لنا ببساطة... الإسلام ليس هو الحل؟؟؟ بنكيران، طلب من قيادات شبيبة حزبه أن (يربوا) الشباب على (اعتناق) شعار الإسلام هو الحق، وليس الإسلام هو الحل. (زعما بدل اللام بالقاف، وسدات مدام)
بيني وبينكم، المشكل ليس في اللام... وليس في القاف، وليس في الإسلام المشكل، أن بنكيران ومن معه، ممن يستعملون الدين بقسوة في السياسة، أصبح مشكلهم مع الحاء. بنكيران ومن معه... هوما... الخل. هوما الخل... ديال واحد شلاضة كبيرة، اسمها تمييع السياسة والدين اسمها "جيب أ فم وقول" وملي توحل ... قول "ماعمرني قلت". ... من هاد الشي كلو... دابا إلى قلنا أن تصريحات بنكيران بأن الإسلام ليس هو الحل، هي نتيجة حتمية لاصطدام الدين بالدولة. واش نقدرو نقولو أن الرجل أصبح علمانيا. دون أن يتهمنا ويتهمه أحد بالكفر والزندقة ومحاربة الإسلام والهوية... كما يفعل كثير من أصحاب بنكيران؟؟