بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102). (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراًوَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1). (يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:70-71). أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. وبعد، يقول الله سبحانه وتعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلاكِتَابٍ مُنِيرٍ، ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ، ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (الحج:8-9-10). وقال تعالى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(الأنعام: من الآية144). وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيأتي على الناس سنوات خدعات يصدق فيهاالكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيهاالرويبضة ، قالوا: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) رواه ابنماجة(4042) وأحمد(2/291) قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: وله شاهد يزداد به قوة، يرويه محمد بن اسحاق عن محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ: (إنأمام الدجال سنين خداعة..)الحديث مثله إلى أن قال: (الفويسق يتكلم في أمر العامة)،أخرجه أحمد( 3/220) ورجاله ثقات لولا عنعنة ابن اسحاق (الصحيحة4/509)). وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أربع منكن فيه ، كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من نفاق حتىيدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر)رواه البخاري(1/84)ومسلم)58)). لعل قضية عبد السلام ياسين والمحك الذي تعيشه -جماعته- اليوم مع المسؤولين في بلادنا المغرب حفظه الله تعالى من كل مكروه قد ألهى كثيرا من المراقبين والمتتبعين بل والمتطفلين على الدعوة والكتابة فيها من صرعى الفسادوالمتأكلين بها الرابضين تحت موائد بعضهم للأكل من فضلاتهم وفتاتهم لإخراج مقال هناوهناك، فلا تسمع إلا الخبير بالجماعات الإسلامية، أو العالم بأحوال الأصولية والعارف بخباياها، بل تافه فويسق رويبضة من سفله القوم ما دفعه إلى ذلك إلا الدرهم والخميصة والقطيفة، ولأن سألت الخبير العالم العارف بأصول الجماعات في أبسط سؤال شرعي، لن يجيبك إلا بمه مه أو بتحريك رأسه أنه لا يدري، بل نعرف منهم من يأتي الموبقات والكبائر ولا يصلي، وإنما اكتسب خبرته التي يدعي فقط من تواريخ الجماعات وكرونولوجياتها وسنوات دخول أفرادها السجون وخروجهم بل وسنوات ولادتهم، ونعرف منهم من يكتب له غيره هذه المواضيع ويضع عليها الخبير-زعم- اسمه، فهذه هيالخبرة. قلت: لعل كل هؤلاء لا يدرون شيئا بل ولم يسمعوا قط بتيار تكفيري خطيريعمل بجدية وبسرية تامة، بحيث يحرق المراحل ويسير بخطى ثابتة في استدراج السذج من المغفلين وتوحيد صفوفه، وهذا التيار التكفيري الذي يدعي الانتساب للسلفية والسلفية منه براء ولا تصله به أية صلة، يتزعمه المدعو محمد بن عبد الرحمن المغراوي المتواجد بمدينة مراكش ويعمل تحت إمارة هذا الفتان جماعات من الشباب المخلصين المغفلين يتسترون مع المغراوي وراء دور القرآن المغراوية وهي خمسة بمراكش وواحدة بالجديدة وآسفي وفاس وسلا وسبع عيون ومكناس وأخرى بالناضور تكلف بنائها ( مئات الملايين) بمساعدات جاءت من جمعية القطبيين التكفيريين المتواجدة بأوروبا والتي يرأسها السوري)عدنان عرعور). غير أنه وقبل أن نتطرق لمعتقد المغراوي وفكره وسبل دعوته التكفيرية فإنه توجد وسط السلفيين كذلك جماعة من المرتزقة لا تجمعهم بالسلفية إلا الاسم، فهم ليسوا منها ولا تربطهم بها إلا النصب والاحتيال باسم السلفية وهم جماعة من النصابين باسم دور القرآن ومساعدة طلاب العلم وإعانة اليتامى والأرامل،فاستطاعوا بهاته الدعاوى الكاذبة والمرجفة وما اكتسبوه من الحيل والمراوغات في أبواب النصب والاحتيال السيطرة على عقول كثير من أصحاب النوايا الحسنة والأخذ بمشاعرهم، وهؤلاء يمثلون شبكة خطيرة بالمغرب ولا من يحرك ساكنا للتصدي لهؤلاءالمرتزقة، وهم وإن يحملون العداء لبعضهم بالوشاية والمكر والخديعة وإلصاق التهم ببعضهم البعض فإنهم متحدون متعاونون على كل دخيل عليهم أو من يفضح أمرهم، لأنهم يجمعهم رابط الارتزاق وأكل أموال الناس بالباطل والخوض في الحصول على القدر الكافي من الريالات في رمضان وموسم الحج، لأنهم لا يقصدون الحرمين للطواف بالبيت فحسب بل الطواف كذلك على الجمعيات الخيرية والدور الإحسانية، أما سعيهم فهوكذلك بين عمرو وزيد للنصب والاحتيال. وسنعود لذكر جحافل المرتزقة باسم السلفية بأسمائهم وأسماء الجمعيات التي ينصبون عليها في المغرب وخارجه وعدد المبالغ التي يحصلون عليها وطرق وسبل نصبهم بالبيانات مع ذكر المستندات والكشوفات المالية وعدد أنواع أعوانهم في ردنا الذي سيصدر إن شاء الله تعالى مكتوبا على المكفر محمد بن عبد الرحمن المغراوي مع العلم أني قد ألمحت لشيء من ذلك في ردنا المسجل الأول(إتحاف الموحدين بماعند المغراوي من الكذب والتلون في الدين)والثاني(نصب مدافع التوحيد لنسف ضلالات وأكاذيب المفترى العنيد). أما عن دعوة الرجل وفكره فهو يحمل بين جانبيه فكر الخوارج، فلا يقيم الحجة على المخالف ولا يقول بها ولا يستثني في التكفير ولا يجعل له ضوابط ولا يقيم وزنا لموانعه، زيادة على قلة أدبه وهجومه على أئمتنا وعلى رأسهم أئمة القرون الفاضلة ، كما أنه يجهل أصول العقيدة وضوابطها التي يدعي أنه من فرسانها، عاق لشيوخه الذين ربوه وعلموه وعلى رأسهم شيخنا الإمام محمد تقي الدين الهلالي الحسيني والشيخ حماد الأنصاري والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ الألباني رحمة الله عليهم، وهذا معروف عنه بين طلاب العلم في أنحاء المعمور زيادة على قذفه للمسلمين والتعرض لأعراضهم كما وقع له مع الطالب بالجامعة الإسلامية الذي قذفه المغراوي بالزنا ، وقد برأ الله تعالى الطالب المغربي الدكتور حاليا بمدينة بجنوب المغرب. (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)(النور:4). وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كانت عنده مظلمة لأخيه، من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالحأخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه) رواه البخاري(5/73). 1. عقيدة المغراوي في ربه عز وجل. قال المغراوي في شريط إبراهيم عليه السلام الجهة 1 وسط الشريط: (( نحن لو لم يكن الله ينفعنا ويضرنا لما عبدناه لأن بيننا وبينه علاقة)). قال الفقير إلى عفو ربه: يقول الله عز وجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيد، كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ))الحج:3-4) وروى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ يَأْتُونَكُمْ مِنْ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لَا يُضِلُّونَكُمْ وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ) حديث صحيح. نقول للمغراوي من سبقك يا شيخ بهذا الفهم في شأن رب القوة والجلال من علماء السلف الذي تدعي الانتساب إليهم؟، فنحن لانعبد الله لأنه ينفعنا أو يضرنا ولا نعلم عالما سلفيا منذ القرون الأولى تجرأ على الله تعالى وقلت ما قلت اللهم بعض الضلال من أهل البدع الذي دخل عليهم إبليس لعنة الله تعالى عليه من باب المحبة وعشق ذات الله حتى قالت جاهلتهم: (اللهم إني لم أعبدك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك ولكن عبدتك عشقا في ذاتك)، فهي لم تعبد الله تعالى إلا عشقا فيه فقط، وكما هو معلوم فالعبد يعبد ربه بين المحبة والخوفو الرجاء كما أصل لذلك وبينه سلفنا الصالح رضي الله تعالى عنهم، أما النفع والضر فهذه لأصحاب المصالح الدنيوية (وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْكَانُوا يَعْلَمُونَ))البقرة: من الآية102). أما نحن فإننا نعبد الله تعالى طاعة للأمر وتصديقا للخبر مصداقا لقوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَإِلَّا لِيَعْبُدُونِ))الذريات:56)، قال شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية رحمه الله تعالى: (العبادة هي طاعة الله بامتثال ما أمر به على ألسنة الرسل)، وقال فيجهة أخرى: (فاللام في قوله تعالى)وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فإن مدلولها لام إرادة الفاعل ومقصوده ولهذا تنقسم في كتاب الله إلى إرادة دينية وإرادة كونية) (الفتاوى 4/286) . فهذه كما ذكر شيخ الإسلام لامإرادة الفاعل ومقصوده وليس لجلب نفع أو دفع ضر فقط كما ادعى المغراوي، وحتى وإن كانهذا النفع والضر فإنه يأتي بعد طاعة الأمر والامتثال له وهذا يبينه ويوضحه قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الانبياء:25) وقوله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)(النحل: من الآية36). وقال شيخنا العلامة محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى:(جعل الله سعادة البشر وسائر المخلوقين من العقلاء في عبادته وحده لا شريك له وجعل شقاء من شقي منهم في الشرك به والكفر به وبرسله وارتكاب معصيته)(سبيل الرشاد2/222)، وكما هو واضح من كلام العلامة تقي الدين الهلالي فإن أول عبادة يجب على المرء تحقيقها قبل أي شيء توحيد الله تعالى وإفراده به والكفر بكل ما يعبد من دونه، اقتداءا بابن عباس رضي الله تعالى عنه الذي كان يقول( ليعبدون) أي ليوحدون، ولذلك سمى الله تعالى كلمة لا إله إلا الله بالعروة الوثقى. فعلى المغراوي أن يعود لفهم السلف في فهم النصوص الشرعيةسواء ما كان في الاعتقاد أو في الأحكام وإلا فإنه سيجني على نفسه وعلى من يقتدي به ويقلده، وستجدون التفصيل في الكتاب إن شاء الله. أما عن قوله(أننا بيننا وبين الله علاقة)فالجواب للفقيه كما يسميه مريدوه ليوضح قصده من ذلك ويبين ما لعله قد خفي على علماء السلف والله المستعان. 2. المغراوي وجرأته على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال المغراوي: (كانوا يحسبون له أنه يستغفرالله تعالى مائة مرة، وكان يتوب إلى الله مائة مرة، وماشي( ليس) جالس في زاوية ومغفل وداير سبحة وكيقرقب فيها حشاه صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك). نقولجوابا على هذا الضلال، من سلفك يا مغراوي؟! ومن سبقك لهذا الوصف لرسول الله صلى الله عليه وسلم من علماء السلف؟ وإن كنت نافيا ذلك عنه صلى الله عليه وسلم فالأمة من خوارج ورافضة وشيعة ومعتزلة وصوفية بجميع فرقهم وأهل السنة لا نظن أن احدا قال على الصادق المصدوق الوصف الذي جئت تنفيه، فما سبب قولك هذا وأنت تعلم أنه لم يقل ذلك أحد من المسلمين، وهذا مما لا يجب ذكره أو التلفظ أو الإشارة إليه في حقه عليه السلام وإن جاء في موضع النفي، فالأمة مجموعة على عصمته ولا خلاف في ذلك بينها وهومنزه عليه السلام بفضل ربه عز وجل من كل ما يلحق بغيره من البشر مما يسيء إليه وإلى نبوته ولأنه أكمل البشر. قال الشيخ عبد الرؤوف عثمان:(ومع كون النبوة منحة إلاهية، إلا أن الله لا يختار لها إلا أناسا خصهم وميزهم بخصائص ومميزات ليست موجودة في سائر البشر، فالرسل أكمل البشر خلقا وخلقا وأرجحهم عقلا، وأوفرهم ذكاءا وأطهرهم قلبا، وهذا هو شأن الرسل أجمعين، والرسول صلى الله عليه وسلم حينما اصطفاه الله لمهمة الرسالة الخاتمة خصه بخصائص ليست موجودة في غيره وهيأه تهيئة خاصة تتناسب مع هذه المهمة الجليلة) (محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بين الاتباعوالابتداع 22). فاعلم يا هذا أن نفي الصفات القبيحة عمن بلغ العصمة كرسول الله صلى الله عليه وسلم قدح فيه وسب له وشك في عصمته وإنزاله عما عصمه ربه عز وجل منه،فهل ترضى لنفسك أن يقول عنك أحدهم وهو في مقام المدح : يا مغراوي لست بنصاب ولاظالم ولا بائع للعلم؟ والقائل يمدحك ويثني عليك في وجهك، لا نظن قائل هذا سيرضيك ويريحك فعله.فتنبه لهذا !!. 3. المغراوي وطعنه في الأئمةالأعلام. قال المغراوي في شريط(بيان فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيدابن عبد البر)الجهة1:(إن ترتيب ابن عبد البر في التمهيد يستفيد منه هو وحده فقط ، سبقه بها مثل الإمام أحمد الذي رتب مسنده على الصحابة ، وكذلك الطبراني فيبعض معجمه هي طريقة تعتمد الجمع فقط ولا يهمه هذا الترتيب أن يتخذ شكلا منهجيا يكون في باب البيوع والحج وغير ذلك، ولا يهمه أن يأخذ منهاجا علميا وأن ابن عبد البر سلكهذا الطريق). قال الفقير إلى عفو ربه: قال صلى الله عليه وسلم: (إن من أشراطالساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر) قيل لابن المبارك من الأصاغر؟ قال : هم أهلالبدع. إسناد الحديث فيه عبد الله بن لهيعة القاضي وأحاديثه صحيحة قبل أن تحترقكتبه، ومن الذين حدثوا عنه قبل احتراق كتبه عبد الله بن المبارك راوي هذا الحديث،أما الأثر فقد رواه بن المبارك في الزهد(21 و281) وابن عبد البر في العلم)1/157). والمغراوي هو واحد من هؤلاء الأصاغر –أهل البدع- الذين لا يتورع ونفي الغمز واللمز في علماء السلف كانوا ولا زالوا يحذرون من مجالسة أهل الأهواءوالاستماع إليهم، فقد روى ابن بطة في الإبانة عن الحسن أنه كان يقول: ( لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم) رواه الدارمي في السنن رقم407، وعنداللالكائي في الاعتقاد عن الفضيل ( صاحب بدعة لا تأمنه على دينك ولا تشاوره في أمرك ولا تجلس إليه فمن جلس إلى صاحب بدعة ورثه الله العمى) رواه ابن بطة في الإبانة(1/24). فأي منهج عندك يا مغراوي؟ وأي مكانة علمية بلغت لتنفي عن أئمة شهدلهم الأولون والآخرون بالعلم والريادة أمثال الصديق الثاني أحمد بن حنبل والإمام الطبراني وحافظ أهل المغرب بل والمشرق أبو عمر ابن عبد البر، فماذا أخرجت للأمة مثلما أخرج هؤلاء الجهابذة لها ؟! وأي منهج تسير عليه أنت وتتبعه؟! مثلما قضى هؤلاء الفحول حياتهم في إرشاد المسلمين إليه، وكتبك وأشرطتك خير دليل على جهلك وقلة زادك في كل العلوم الشرعية، وما قمت به لكي ترفع رأسك أمام أهل العلم لتجعل نفسك واحدا منهم في ترتيب تمهيد الإمام ابن عبد البر على الأبواب الفقهية كما زعمت خير دليل على أنك تشبعت بما لم تعط، وكما قال الحافظ الذهبي: تريد أن تطير قبل أن تريش ،بحيث أفسدت على صاحب التمهيد عمله وعلى طلاب العلم بحثهم. ا)-. بتعليقاتك التي تنم على جهلك وفساد معتقدك التكفيري تجاه حكام المسلمين وبلادهم. ب)-. ترتيبك للكتاب الذي لو كان فيه خير لطلاب العلم لسبقك إليه منذ قرون خلت أئمة أعلام، فكيف غفلوا هم عن هذا وتنبهت أنت إليه، فالتمهيد رتبه صاحبه رحمه الله تعالى على من روى عنهم الإمام مالك رحمه الله تعالى من شيوخه على حروف المعجم بطريقة السند، فما قمت به تظن فائدة للأمة وسميته ترتيبا إنما هو فهرست فقط، وبحيث فهرست فيها أحاديث العقيدة والأحكام وغيرها فقط. فلهذا نقمت على منهج أنت لم تفهم قصد صاحبه ومنهجه العلمي وهو قصد حديثي، وتدعي جهلا منك أنه يفتقد لمنهجمتبع. فلو وهبك الله عمر نبي الله نوح عليه السلام لما أعطيت قطرة واحدة من علم هؤلاء الرجال وفهمهم في الحديث دراية ورواية ولا استنباط الأحكام من أدلتها التفصيلية ولا من الأدلة الإجمالية والقواعد العامة الموصلة إلى الحكم الشرعي ولافي التفسير وأصوله ولا في اللغة وقواعدها. أما الإمام أحمد كما هو معروف عندصغار طلاب العلم فإن مسنده مرتب ترتيبا علميا على المسانيد، كانت تقتضيه الفترة الزمنية التي كان يعيشها الإمام أحمد، فمقارنة المنهج العلمي في تأليف المسند مع المنهج الأكاديمي المتبع اليوم الذي تأسس لحاجة الباحثين لقلة حيلتهم وصبرهم على البحث في ثنايا الكتب، إذ لا يعقل المتتبع للمراحل التي مر فيها التأليف أن الأوائل لم يكونوا محتاجين لكل هاته الفهارس الموضوعة اليوم في أواخر الكتب من فهارس الآياتوالأحاديث والأعلام لما بلغوه من الحفظ والصبر والسبر وسعة العلم والاطلاع، ثم هناك مسألة مهمة يا مغراوي وهي المرحلة التاريخية والزمنية التي عاشها الإمام أحمد رحمه الله تعالى فكان عليك قبل أن تتكلم على طرق جمع المسند ومعجم الطبراني والتمهيد أن تمعن النظر وتطيل البحث في طرق العمل التي كانت في فترة هؤلاء الأئمة وبغيرها،ونترك المزيد من التفصيل في محله إن شاء الله تعالى. وقال المغراوي في حق الإمام أحمد كذلك في شريط( مناقشة الدكتور جهة1): (لقد عجل الله للإمام أحمد بالعقوبة)، وقد رد عليه ذلك الشيخ عطية سالم رحمه الله تعالى ردا مفصلا ألقمه حجرا وعرفه بمكانته العلمية فخسأ المغراوي. وقال في حق العلامة الألباني ( شريط الفاتحة جهة2):(لو أخطأ الألباني في العقيدة لجففت(مسحت) به الأرض) . وقال في حق شيخنا الإمام تقي الدين الهلالي(شريط حي النهضة الرباط1993): (الهلالي كان أعمى لا يعرف فجرا صادقا ولا كاذبا). وقال في حق علماء الأمة(شريط ابن عباس ومواقفه العقدية جهة2):(علماء الأمة الآن لا قيمة لهم وحتى لووجدوا لا اعتبار لهم)، وقال:(انحرفت بهم الأهواء أشربوا مثلما قال الله عن بني إسرائيل أشربوا في قلوبهم البدعة)، وقال كذلك:(علماء الوقت بائعينشاريين في المحاضرة بالفلوس والفتور بالفلوس والمقالة بالفلوس). وجوابا نقول على هذا الكذب والافتراء : يقول الله سبحانه وتعالى :(وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً)(النساء:111)، وقال تعالى:(وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِبِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (النساء:112)،وقال صلى الله عليه وسلم: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ). أخرجه مسلم في الإمارة والترمذي في أبواب الفتن واحمد)5/278-279). قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:(قال البخاري: هم أهل العلم، وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم، قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث)شرح مسلم. وقال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى:(لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مُمْتَنِعَةٌ مِنْ أُمَّتِهِ عَلَى الْحَقِّ أَعِزَّاءٌ لَا يَضُرُّهُمْ الْمُخَالِفُ وَلَا خِلَافُ الْخَاذِلِ)الفتاوى(18/296). فأين سيضع المغراوي رأسه من هاته النصوص والتي نصفعه بها، لأن الجرأة على أهل العلم والطعن فيهم بألفاظ العموم ديدن أهل الزيغ والضلال،ولعلنا بعموم الكلام سندخل المغراوي أيضا من الذين يبيعون في الفتوى ويشترون وأشرب قلبه البدعة والله المستعان. 4. المغراوي وتكفير المجتمعات الإسلامية وحكامها. (شريط مواقف إبراهيم رقم3الجهة1) قال المغراوي:(إبراهيم بعث فيبيئة تعفنت بالأصنام، ونحن كذلك نعيش في بيئة تعفنت بالأصنام، أصنام في النساءأصنام في كل شيء، نحن في حالة أطم وأعم من حالة إبراهيم). فالأمة الآن عندالمغراوي هي أكفر من أمة إبراهيم التي بعث فيها وهي تعيش في ردة وأصنام، والله المستعان. وقال كذلك:(إن الملك الذي له الطائرات والخدم والحشم والقصور فهويدعي الربوبية)) شريط مواقف إبراهيم4 جهة1). قلت: فالمغراوي لم يكفر هذاالحاكم فقط بل جعله يدعي الربوبية ونحن نعلم جيدا قصده الذي ينم على عقيدته اتجاه حكام المسلمين والذين يكفرهم جملة وتفصيلا بدون قيد ولا شرط ولا ضوابط ولا موانع ولم نعلم أحد من أهل العلم ادعى هذا . وقال في شريط( سورة البقرة14):(spa