هددت جبهة "البوليساريو"، الأحد، بمقاضاة المملكة العربية السعودية، بسبب دعمها للمغرب، وضخ استثمارات ضخمة في أقاليمه الجنوبية. وطالبت "البوليساريو"، من وصفتها ب"الأطراف الخليجية" إلى "الوقف الفوري لهذه المساعي" باعتبار الصحراء المغربية "منطقة نزاع دولي"، مهددة باللجوء إلى القضاء وذلك في ردها على رجال أعمال سعوديين يتجهون إلى الاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة. وقال بيان أصدرته الجبهة، مساء الأحد، إن الاستثمار الخليجي في الصحراء "يعدّ انتهاكا صارخا لميثاق الأممالمتحدة وقرارات الشرعية الدولية، على غرار قرار محكمة العدل الدولية والمحكمة الأوروبية "، حسب تعبيرها. وزعم ذات المصدر أن "أنشطة الاستثمار المتوقعة غير قانونية في منطقة نزاع دولية.. "، مطالبة بأن تساهم الأطراف الخليجية في "مسار السلام الحقيقي ...عبر دعم جهود الأممالمتحدة لاستئناف المفاوضات". وكان رجال أعمال سعوديين قد توجهوا إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة، لأجل استكشاف أفضل سبل الاستثمار فيها، وقد أكد السفير السعودي في المغرب، عبد العزيز بن محيي الذين خوجة، أن السعودية تعتبر هذا الاستثمار "دعما للوحدة الترابية للمغرب"، وهو موقف يعد امتدادا للعلاقات القوية التي تجمع بين السعودية والمغرب. واعتبر خوجة: "أن المملكة السعودية تدعم الوحدة الترابية للمغرب بكل ما تملك، وإن زيارة لرجال أعمال سعوديين للأقاليم الجنوبية تعد رسالة قوية تؤكد السعودية من خلالها دعمها للوحدة الترابية للمغرب".
وهاجمت مجموعة من الصحف الجزائرية تصريحات السفير السعودي وتوجه رجال أعمال من بلاده إلى الاستثمار في الصحراء المغربية التي تعتبرها الأممالمتحدة "إقليماً لا يتمتع بالحكم الذاتي" بسبب النزاع بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر. وقالت جريدة الشروق الجزائرية إن الخطوة السعودية الجديدة تعد "سابقة بالنسبة لدولة عربية، تعلن فيها صراحة اهتمامها بالاستثمار في أراضي الصحراء"، فيما قالت صحيفة كل شيء عن الجزائر: إن "السياسة الخارجية السعودية تنزع نحو بث الفوضى في أي مكان تجد فيه مصالحها، وإن هذا التوجه سيزيد من تعقيد الوضع في الصحراء ويصل به إلى درجة الخطورة".