نظمت جمعية "القبس" للتنمية، محاضرة تحت عنوان "البنوك الإسلامية التشاركية"، السبت، بقاعة العروض مقاطعة سيدي مومن، وذلك بحضور رئيس الجمعية المغربية للاقتصاد الإسلامي و العضو البرلماني عن حزب العدالة و التنمية،عبد السلام بلاجي، إلى جانب الخبير الإقتصادي في البنوك التشاركية محمد وائل أعمينو . وبعد وصلة تجويد للقرآن الكريم.استهل ''بلاجي" حديثه، بتعريف للبنوك الإسلامية أو ما سماه بالبنوك "التشاركية" حيث أشار أنه من بين المساهمين إلى جانب علماء دين و خبراء ماليين في اعتماد هذا المصطلح وعبر أنه مقتنع به لما يحمله من عمق ورزانة. وذكر أن سبب تبني حكومة عبد الإله بنكيران، التي يقودها حزبه لمصطلح "تشاركية" بدل بنوك إسلامية كباقي الدول في المشرق لتجنب الوقوع في اصطدامات إيديولوجية مع البنوك التقليدية، حيث استدل بلاجي بمثال قال "لم يسبق في الإسلام أن تم تسمية أي تشريع بالإسلامي، مضيفا في هذا الصدد "في الجاهلية كان الحج يتم بطقوس مخالفة للدين و بعد الإسلام بقي اسم الحج كما هو". وأضاف أن السبب الثاني من تفادي تبني المصطلح هو أنه "في حالة عدم توفق هذه البنوك الإسلامية أو وقوع اختلالات سيتم إلقاء اللوم مباشرة على الإسلام و انتقاد هذه الصيغة المالية الجديدة بدل انتقاد سلوكات الأشخاص". و استرسل رئيس الجمعية المغربية للاقتصاد الإسلامي في كلامه أن الأبناك التقليدية أثقلت كاهل المواطنين وأن تجارب الدول التي اعتمدت فلسفة الاقتصاد الإسلامي في تعاملها البنكي جلها ناجحة اقتصاديا. مضيفا أن هناك دول غربية تتبنى هدا النوع من التعامل لاقتناعها بواقعيته و نجاعته. كما ذكر أن المغرب رغم سنوات من التأجيل والتأخره في تنزيل هذا المشروع إلا أنه تأخر فيه جانب من الإيجابية نظرا لنضوج الفكرة ووضوحها و للإستفادة من تجارب دول أخرى كانت سباقة كماليزيا و الأردن. المتحدث أشار إلى أن الأبناك التشاركية هي مؤسسات ربحية لكنها لاتقوم على الفائدة أخدا أو عطاءا، مؤكدا أن الأبناك التقليدية تقوم على عقد واحد وهو القرض في حين البنوك التشاركية تعتمد على 16 عقد مستنبط من الفقه الإسلامي. واعتبر في هذا الصدد، أنه لطالما كانت هناك رغبة لدى فئة عريضة من المواطنين في إقامة بنوك "إسلامية" و سيتم ابتداءا من السنة المقبلة 2016 التنزيل الفعلي للمشروع استجابة لمطالب مجموعة من المواطنين ممن لا يتعاملون مع الأبناك التقليدية مضيفا أن البنوك "التشاركية" من المنتظر أن تحقق إقبالا مهما مما سيساهم في تنشيط الدورة الإقتصادية ورد الاعتبار الديني. و قبل الختام قال الخبير الاقتصادي "محمد وائل أعمينو" في تدخله أن البنوك الإسلامية هي باب مفتوح في وجه الجميع مشيرا أن هناك أشخاص غير مسلمين عبروا عن رغبتهم في التعامل مع البنوك التشاركية من منطلق اقتناعهم بمصداقية عملها و اقتناعهم بالفلسفة التي تقوم عليها مبرزا أنه في بريطانيا أكثر من 50 بالمئة من الزبائن المقبلة على البنوك الإسلامية هم من غير المسلمين حسب ما كشفته أحد الدراسات. المحاضرة عرفت حضورا نوعيا كما عبر المتدخلون عن رغبتهم في نجاح التجربة في ظل الواقع الاقتصادي الذي تعرفه البلاد،وتجدر الإشارة إلى أنه كان من المقرر حضور الفنان "عبد الهادي بلخياط" كضيف شرف إلا أنه تعذر عليه الحضور لأسباب لم تفصح عنها الجمعية المنظمة.