ثلاثة فترات من السنة يتوارى فيها الملك محمد السادس عن الأنظار، الفترة الأولى تكون خلال فصل الشتاء أي خلال شهري يناير وفبراير يتوجه فيها إلى جبال الألب حيث يمارس رياضته المفضلة في التزحلق على الجليد. ويمكث طيلة مقامه بفرنسا داخل مقر إقامته ببلدة بيتز التي تبعد عن العاصمة الفرنسية بحوالي 60 كلمترا. وبخلاف زياراته الرسمية فلا يرافقه خلال سفرياته الخاصة سوى بعض حراسه أمنه ممن لا يستطيع الاستغناء عنهم. كما يتخلص بشكل كلي من البروتوكول.
الفترة الثانية من السنة التي يخلد فيها الملك لبعض الراحة هي نهاية فصل الربيع حيث يسافر فيها أيضا خارج التراب الوطني وبالضبط لمقر إقامته بضاحية باريس. أما الفترة الثالثة من السنة التي لا تحتل فيها أنشطته صدارة أخبار القناة الرسمية فهي خلال ذروة فصل الصيف حيث غالبية مرافق الدولة تعيش على إيقاع العطلة السنوية، حينها يتوجه الملك إلى مدن الشمال .
طيلة الفترة التي تسلم فيها مقاليد الحكم، لم يكن من شيء يجبره على قطع عطلته الخاصة سوى المناسبات الدينية وشهر رمضان، حيث يحرص على الاحتفال بهذه المناسبات بشكل رسمي، وأيضا لتمكين المرافقين له من الاحتفاء بهذه المناسبات وسط ذويهم وعائلاتهم.
قضاء الملك لعطلته الخاصة لا تعني انصرافه بشكل كلي عن أمور الحكم، فهو يتتبع أمور البلاد أولا بأول، فعلى مدى 15 سنة من الحكم استطاع ترسيخ نظام يمكنه من تتبع أمور البلاد بما يضمن سير الإدارة بشكل عادي وفق نمط حداثي قائم على فكرة المؤسسات الغير المتوقفة على الأشخاص.
كما أن قضائه لمدد طويلة خارج المغرب دون أن يلمس أي تعثر أو ارتباك في سير الإدارة بحد ذاته رسالة مطمئنة لجميع الأوساط بكون المغرب دولة مستقرة وتنئ عن الاضطرابات.