انطلقت مساء أمس الخميس بالعاصمة الغابونية ليبروفيل، فعاليات أسبوع مغربي للصناعة التقليدية بمبادرة من وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني ودار الصانع، وبشراكة مع سفارة المغرب في الغابون. وتشكل هذه التظاهرة، التي تستمر إلى غاية 6 شتنبر المقبل، إطارا للتبادل والتقاسم والاكتشاف، كما تأتي لتعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين المغرب والغابون، بهدف النهوض بالمبادلات التجارية بين البلدين والمساهمة في نشر الثقافة والصناعة التقليدية المغربية. ويأتي تنظيم هذه التظاهرة إثر توقيع مذكرة تفاهم في مجال الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بين البلدين، خلال الزيارة التي أجراها جلالة الملك محمد السادس إلى ليبروفيل في يونيو المنصرم. وتروم مذكرة التفاهم هذه تشجيع الصادرات وتسويق منتجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالبلدين، وتسهيل مشاركة الصناع التقليديين والفاعلين في المجالين الاقتصادي والتضامني في مختلف التظاهرات التجارية والترويجية المنظمة بالبلدين. وأكد المدير العام لدار الصانع، عبد الله عدناني، في كلمة خلال حفل افتتاح هذه التظاهرة، أن قطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني يظل أحد المحاور التي تقوم عليها الشراكة النموذجية بين المغرب والغابون.
وأبرز السيد عدناني أن قطاع الصناعة التقليدية المغربية بات يتوفر منذ عقد من الزمن على استراتيجية تحمل اسم "رؤية 2015" التي همت الصناعة التقليدية ذات المحتوى الثقافي القوي، مؤكدا أنه بفضل انخراط المهنيين، تم تحقيق العديد من أهداف خارطة الطريق هذه التي تسير في مسار جيد. وأوضح أن رقم معاملات القطاع انتقل من 04 ر1 مليار أورو سنة 2007 إلى 18 ر2 مليار أورو سنة 2014، بقيمة مضافة إضافية بلغت 670 مليون أورو، فيما يناهز عدد المقاولات الصغرى والمتوسطة 800 وحدة في الوقت الذي كان الهدف يتراوح ما بين 200 و300 مقاولة. وفي ما يتعلق بمناصب الشغل التي تم إحداثها مع متم سنة 2014، فقد بلغ عددها 63 ألف منصب شغل. كما أصبحت مخططات التنمية الجهوية للصناعة التقليدية تغطي مجموع الجهات. وأكد السيد عدناني أن المغرب يعمل حاليا على بلورة استراتيجية جديدة ستهم مجموع مكونات القطاع، و3 ر2 مليون صانع تقليدي عبر مجموع التراب الوطني. وأكد المدير العام لدار الصانع أن "تقاسم التجارب بين بلدينا في مجال الصناعة التقليدية أو الاقتصاد الاجتماعي والتضامني سيمكن من إغناء مخططات عملنا وإحراز مزيد من التقدم والتنمية لأمتينا، وهو ما يفسر الاهتمام الذي نوليه لهذا النوع من التظاهرات التي ترتبط أهميتها بإرادتنا المشتركة لتعزيز هذا التعاون المثمر والبناء بالنظر إلى أن الأمر يتعلق بقطاع يعكس ثقافتنا وتاريخنا ومعيشنا اليومي". وتميز حفل الافتتاح بحضور سفير المغرب بليبروفيل، السيد علي بوجي، وعدد من الشخصيات الغابونية من ضمنها ممثلو الرئاسة الغابونية، ودبلوماسيون وكذا أفراد الجالية المغربية المقيمة بالغابون. وزار ضيوف الحفل بالمناسبة مختلف الأروقة التي تبرز منتوجات الصناعة التقليدية المغربية، بما فيها الزرابي والشموع والجلد والخشب والمجوهرات والتجهيزات المنزلية والألبسة والمنتوجات المحلية. وتميز الحفل بتنظيم عرض لفرق موسيقى كناوة والموسيقى الشعبية وعرض أزياء للقفطان المغربي.