اجتمع شباب ليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا والمغرب على مدى خمسة أيام بعيون الصحراء المغربية. اجتمعوا وكلهم عيون للوحدة المغاربية. نعم، خمسة أيام من النقاش الجاد والبناء نقاش استحضر المشترك وجانب النقط الخلافية وطرح سؤال أي إتحاد مغاربي نريد؟ وكيف نبني هذا الصرح الذي أصبح حتميا بحكم أن العالم صار يعيش تكتلات اقتصادية هي السبيل لفرض الذات وإسماع الصوت فحتى قارتنا الإفريقية التي حتى الأمس القريب كانت تعرف حروبا أهلية أصبحت اليوم تعرف تكتلات جهوية أدخلتها معادلة القوى العالمية وأسمعت صوتها لمن كان يظنها تحتاج لإعاناته الخيرية. اجتمع القادة الشباب وهدفهم وضع قطار الوحدة المغاربية على سكته الصحيحة كي ينطلق نحو المستقبل الذي يصبون له. نعم وحدة مغاربية تستثمر المؤهلات الاقتصادية والتي لو اجتمعت -إضافة للعامل البشري- لجعلت المغرب العربي قوة اقتصادية وسياسية يحسب لها ألف حساب. التقى الشباب وفي نفسهم حرقة على الحدود المغلقة والتنافر الحاصل بين الحكام وهم يسائلون أنفسهم كيفية الخروج من هذا النفق المظلم وهم منشغلون بوضعهم لم ينسوا أم القضايا نعم لم ينسوا فلسطين والقدس فكانت فلسطين ضيف الشرف ليبلغوا للعالم أنه لا تنازل عن القضية. أن يجتمع القادة الشباب في ضيافة اتحاد شبيبة الساقية الحمراء بمدينة العيون عاصمة الصحراء المغربية فتلك رسالة أن هدف الوحدة المغاربية وذاك دليل قاطع على أننا ذاهبون للمستقبل وبه سنعطي رسالة لحكامنا بأننا نحن الشباب قادة المستقبل لا تهمنا خلافاتكم وحساباتكم فأرضنا المغاربية تتسع للجميع وقادرة على استيعاب الكل وخيراتها تفوتنا وقادرة على ضمان كرامتنا وأنه لم يعد مجالا للتفرقة. القادة الشباب يجتمعون وأول بوادر الخير تلوح في الأفق فموريتانيا سمت سفيرها بالرباط بعد سبع سنوات من الجفاء الديبلوماسي وهذا مؤشر بأن القادم أفضل. "كل صعب على الشباب يهون" هذا ما جسده البيان الختامي للقمة الذي حمل رسائل واضحة تفي بأننا لن نتراجع عن مطلب وحدة حقيقية تجعلنا نفتخر بانتمائنا المغاربي وتجعل كياننا قاطرة وحدة وتنمية لإفريقيا. افترقنا ونحن نضرب موعدا للقاء السنة المقبلة في نفس المكان بعد استكمال تنفيد برنامج سطرناه سويا بدءا من طرابلس فتونس مرورا بالجزائر فنواكشوط. الحلم سيصبح حقيقة والوحدة ستتحقق والشباب سينتصر والحدود ستزول وسنجوب أرضنا ببطاقة تعريف مغاربية تعفينا حمل جواز السفر.