دعا مشاركون ينتمون إلى دول الاتحاد المغاربي الخمس، في "القمة المغاربية الأولى للشباب"، التي انطلقت بمدينة العيون، إلى إعادة إحياء الاتحاد المغاربي، المجمّد منذ سنة 1989 بسبب الخلافات السياسية بين المغرب والجزائر. منصور المباركي، الأمين العام لاتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب، المنظمة للقمة، قال إن الهدف من التئام وفود شبابية تمثل أحزابا سياسية من البلدان المغاربية في مدينة العيون هو توجيه رسالة إلى قادة هذه البلدان لإزالة الحدود والانتقال إلى اتحاد مغاربي أفضل. وتناقش "القمة المغاربية الأولى للقيادات الشابة" بمدينة العيون، المنعقدة تحت شعار "القيادات الشبابية نحو وحدة مغاربية"، سُبُل تأهيل قدرات الشباب والتمكين الاقتصادي والاجتماعي لهم، وتعزيز مشاركتهم والدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية، وكذا سؤال الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية. من جهته قال رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه، إنّ شباب البلدان المغاربية يمكن أن يضطلعوا بدور مهم في توطيد العلاقات المغاربية باعتبارهم قوة اقتراحية وشريحة فاعلة تحرص على اعتماد كل الآليات الممكنة لتقريب وجهات النظر بين مسؤولي هذه الدول. واعتبر رئيس الجهة أن إنجاح الرهان المغاربي هو الخيار الاستراتيجي الوحيد لمواجهة التكتلات الإقليمية، لافتا إلى أن بلدان الاتحاد المغاربي تدفع تكلفة باهظة جراء جمود الاتحاد منذ عام 1989؛ حيث تفقد هذه البلدان ما بين 2 إلى 3 بالمائة من نسبة النمو، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البطالة، خاصة في صفوف الشباب. وقدم رئيس الجهة جملة من التوصيات إلى القمة؛ حيث شدد على ضرورة تيسير تنقل الأشخاص وفتح الحدود ونقل رؤوس الأموال والبضائع والخدمات بين البلدان المغاربية، وبناء منظومة تعليمية مغاربية موحدة على مستوى التربية والتكوين، والحفاظ على الاستقرار والأمن بالمنطقة المغاربية. كما دعا إلى فسح المجال أمام شبكات المجتمع المدني المغاربي باعتباره الآلية الأكثر فعالية لفتح جسور التواصل بين المؤسسات، وإيجاد حل واقعي وتوافقي لقضية الصحراء المغربية تحت سيادة الحكم الذاتي، وفي نطاق السيادة المغربية، "باعتباره الحل الوحيد، وتأكيدا للتكافل بين الوحدات الترابية وتماشيا مع أهداف النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية". وأجمع ممثلو الوفود الممثلة لبلدان تونس والجزائر وموريتانيا وليبيا على أنّ إحياء الاتحاد المغاربي بات أكثر إلحاحا في ظل التطورات التي يعرفها العالم؛ حيث قال منتصر الحاسي، عضو مجلس النواب الليبي، "إن الشعوب في ظل التحديات الحالية صارت أكثر يقينا بأن مشروع الاتحاد المغاربي قابل للتحقق"، مضيفا أن هدف جعل البلدان المغاربية كيانا واحدا بات مطلب ملحا ولا بديل عنه، واعتبر المتحدث أن القضايا التي تكبّل الاتحاد "سطحية دون مستوى التحديات العالمية الكبرى". من جهته قال فؤاد تامر، عضو مجلس الشعب التونسي، إن الشعب المغاربي موحد في تفكيره وأحلامه وآماله ولم يتبق سوى توحيد رؤى قياداته، مشيرا إلى أن القوى الغربية لا تريد أن يقوم الاتحاد المغاربي خوفا على مصالحها الاقتصادية، "فالغرب لا يريد أن يتوحد الفوسفاط التونسي والمغربي، والبترول الليبي والجزائري، لأن ذلك ليس في صالحه"، يقول المتحدث. ووقف تقي الدين بوسكير، رئيس الوفد الجزائري، عند الخسائر الاقتصادية الكبرى التي تتكبدها البلدان المغاربية جراء تعطيل الاتحاد المغاربي، والتي تقدر، بحسبه، بعشرة ملايير دولار، فضلا عن مخاطر مستقبلية أخرى، مثل التصحر الذي يهدد دول شمال إفريقيا. ودعا بوسكير الشباب المغاربي إلى العمل على إحياء الاتحاد المغربي بقوله: "لا نقول للسياسيين ماذا سيفعلون، بل سنفعل ما نؤمن به نحن الشباب".