أسفر مؤتمر تونس المنعقد مؤخرا، بمشاركة منظمات شبابية من البلدان المغاربية، عن عدة توصيات أخذت بعين الاعتبار تقادم اتحاد المغرب العربي وتعثره. وتميزت هذه التوصيات المنبثقة عن المؤتمر بإنشاء مجلس استشاري مغاربي يضم كل القوى الحية ومكونات المجتمع المدني بالفضاء المغاربي وتأسيس لجنة لمتابعة مؤتمر تونس، وتولي مهامه المتمثلة في إعداد ميثاق للديمقراطية والمواطنة المغاربية يحدد حقوق وواجبات وحريات مواطني الاتحاد المغاربي، إضافة إلى إحداث معهد للدراسات والأفاق المغاربية يضم مختلف الكفاءات العلمية والأكاديمية المغارابية. وأكدت التوصيات على العمل من أجل فتح الحدود داخل الفضاء المغاربي وتأسيس تكتل شبابي مغاربي يحمل اسم -حركة اتحاد الشباب المغاربي- كما لم تغب قضية الصحراء عن المؤتمر الشبابي، إذ أكد المشاركون فيه على ضرورة إيجاد حل لها في إطار بناء الاتحاد المغاربي الديمقراطي والمندمج. وتميز المؤتمر بإعلان نداء تونس من أجل اتحاد مغاربي ديمقراطي الذي اعتبره المشاركون نداء تاريخيا لكونه نابع من حركة شبابية مغاربية. وتم اختيار 27 ابريل تاريخا له تخليدا لنداء طنجة التاريخي (27 ابريل 1958) والذي عرف آنذاك تعهدا رسميا من الأحزاب الوطنية المغاربية بتحقيق وحدة البلدان المغاربية داخل كيان موحد. وعلى عكس مؤتمر طنجة الذي تعرض لعدة انتكاسات جعلت من اتحاد المغرب العربي آنذاك إطارا فارغا من الحياة والمضمون، فقد أكد مؤتمر تونس عزم الشباب المغاربي المضي قدما في اتجاه بناء اتحاد مغاربي موحد وديمقراطي. وأكد المؤتمرون على المرحلة الجديدة التي دخلها الاتحاد المغاربي بفعل تضحيات العظيمة لشعوبه من أجل التحرر لا سيما منهم الشباب الذي قام بهذه النهضة التحريرية وكان القلب النابض لها. وأشار المشاركون إلى أن الإيمان بالمسيرة نحو الوحدة المغاربية كان دائما حاضرا وبقوة، إلا أن ذلك كان في حاجة أولا إرساء أسس الديمقراطية والقانون في البلدان المغاربية الخمسة. وشجب المشاركون في المؤتمر كل أنواع القمع الهمجي في ليبيا معلنين دعمهم للشعب الليبي في معركته من اجل الكرامة والحرية.