خلال جلسة المساءلة الشهرية التي عقدت عشية الاثنين 25 دجنبر الجاري، قال سعد الدين العثماني في رده على سؤال مجموعة من الفرق البرلمانية حول التدابير التي اتخذتها الحكومة بعد حادث وفاة أخوين إثر انهيار بئر الفحم بمناجم جرادة، إن وكيل الملك أصدر تعليماته بفتح تحقيق في الحادث لمعرفة ملابساته وتحديد المسؤوليات. وأضاف العثماني مخاطبا النواب: "أنا مستعد لاستقبال برلمانيي الجهة في هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل للاستماع لهم ومناقشة الموضوع من كل جوانبه". تحدث السيد رئيس الحكومة وكأننا أمام حادث منعزل وليس واقعا مأساويا حيث تعددت الحوادث في آبار الفحم منذ إغلاق المنجم سنة 1998. نعم فمنذ ذلك التاريخ دأب العديد من المواطنين في سعيهم لتوفير لقمة خبز على النزول إلى دهاليز المنجم المتداعية والمهددة باستمرار بالانهيار وجلب الفحم الحجري الذي يتم تجميعه وبيعه لوسطاء تعودوا على شراء هذا الفحم تحت سمع وبصر السلطات المحلية. السيد رئيس الحكومة، سكان جرادة حتى ولو لم يغامروا بالنزول إلى المنجم لجلب الفحم فهم مهددون باستمرار بأمراض خطيرة وهذا ما تكشف عنه الأرقام الفظيعة. فنسبة المصابين بمرض العيون Conjonctivite مرتفعة جدا في جرادة. كما يعاني سكان المدينة من ارتفاع عدد المصابين بمرض رئوي قاتل silicose الناتج عن استنشاق الغبار الغني بالسيليس (silice (silice cristalline. فهل تعرف يا رئيس الوزراء مسببات هذه الأمراض؟ لن أتكلم عن مدخنات المصانع كما ذهب إلى ذلك البعض ولكن هناك ما أخطر. ذلك أن التلة السوداء التي ترتفع وسط المدينة هي عبارة عن ركام أتربة فحمية رديئة الجودة "Les terrils". هذه الأتربة المتراكمة ملوثة جدا "بالسيليس البلوري" وبما أن المدينة توجد في النجود العليا الشرقية المعروفة بقوة رياحها فإن هذه الأتربة تطلق الغبار الملوث والمسموم خصوصا في زمن الزوابع في الصيف مما يؤدي إلى تلويث أجواء المدينة، وآن الأوان للتخلص من هذه التلال حفاظا على حياة السكان وصحتهم. السيد رئيس الحكومة، لقد احتج سكان جرادة أكثر من مرة وعرضوا مشاكلهم الاجتماعية والصحية على جل الحكومات السابقة من دون جدوى ومن دون أن يلقوا آذانا صاغية وحلولا مناسبة ولهاذا يجب تفهم غضبهم اليوم والسعى إلى حل مشاكلهم لا الاتفاف عليها كما فعلت الحكومات السابقة. مشاكل جرادة معروفة وتنتظر حلولا لا لجان التحقيق لأن المغاربة أصبحوا مقتنعين بلا جدوى هذه اللجان عملا بالمثل الفرنسي الذي يقول : حينما لا يكون هناك حلا نخلق لجانا :quand il n'y a pas de solution on crée des commissions. أملي أن لا يتهم المحتجون بالخيانة والانفصال.