استمر "بلوكاج" عملية التصويت على اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، من بداية مساء أمس السبت إلى غاية الساعة الثالثة من صباح اليوم الأحد، دون أن يجد "الإخوة الأعداء" سبيلا للتوافق، بعدما رفض عبد القادر الكيحل عرض حمدي ولد الرشيد، فيما تجاهل هذا الأخير حكيم الحزب، عبد الواحد الفاسي، نجل علال الفاسي، وخال الأمين العام نزار بركة، وزعيم تيار "لا هوادة"، وهو ما أثار حفيظة أصوات مستقلة عن طرفي النزاع للقول إن نزار بركة سيكون أمينا عاما بلا سلطات وأنه سيقضي ولايته رهينة بيد ولد الرشيد الذي سيتحكم في مفاصل اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني للحزب. وكان حمدي ولد الرشيد قد اتفق في وقت سابق مع عبد القادر الكيحل على توزيع اللجنة التنفيذية وفق منطق "لا غالب ولا مغلوب"، قبل أن يكتشف رفاق الكيحل مقربين من ولد الرشيد يوزعون لائحة مغلقة من 28 إسما على المصوتين، حيث انطلقت احتجاجات قوية قادها عبد القادر الكيحل وعبد الله البقالي وعادل تشيكيطو، حوالي منتصف الليل، رفعت فيها شعارات ضد التحكم، في إشارة إلى ولد الرشيد، واقتحمت المجموعة قاعة التصويت التي كان يوجد فيها نزار بركة ومحمد الخريف وعبد الرحمان قنديل ورفيق بلقرشي، من لجنة الإشراف على الانتخابات. فيما تجمع أنصار ولد الرشيد في قاعة علوية ورفعوا شعار: "التصويت كيخلع" في إشارة إلى أن أنصار الكيحل يخشون من صناديق الاقتراع ويريدون انتزاع المقاعد بالتفاوض أو بالضغط. أمام هذه التجاذبات طلب الأمين العام المنتخب نزار بركة توقيف عملية التصويت لنصف ساعة، لكنها استمرت إلى غاية الثالثة صباحا. حوالي الساعة الثانية والنصف و"بعدما تأكد أن اللائحة المغلقة التي تم توزيعها تعود إلى مجموعة ولد الرشيد، وأن رائحة الهيمنة على اللجنة التنفيذية للحزب تفوح منها بقوة، وقف هيبة ماء العينين العبادلة، المنتمي إلى "لا هوادة" والذي يحضى باحترام واسع من كل الأطراف داخل الحزب، يصرخ: "هذه خيانة في حق الحزب.. لا لتصويت القطيع.. حكموا ظمائركم" تحكي مصادر متطابقة، مضيفة أن "المحامي ماء العينين وبالرغم من أصوله الصحراوية، رفض هيمنة "صحراوة" على قيادة الحزب وبرلمانه". محمد ولد الرشيد، نجل حمدي ولد الرشيد، شوهد وهو يقول لعدد من أنصاره ومن المحايدين: "ما الذي يريده الكيحل.. لقد منحناه خمسة مقاعد في اللجنة التنفيذية: عبد القادر الكيحل، عبد الله البقالي، عادل بنحمزة، منية غلام، ونعيمة بن يحيى، لكنه رفض، لذلك بيننا وبينه صناديق الاقتراع". أما حكيم حزب الاستقلال، عبد الواحد الفاسي، فلم تعره مجموعة ولد الرشيد أي اهتمام. ففي الوقت قدم تسعة من المحسوبين عليه ترشيحهم للجنة التنفيذية، حسن السنتيسي- علال مهنين- الدكتور نور الدين الدغمير- مولاي احمد أفيلال- هيبة ماء العينين العبادلة- أنس بنسودة- الدكتور محمد زيدوح- محمد العصفور – الدكتور حمدون الحسني، لم يقبل ولد الرشيد سوى الملياردير حسن السنتيسي الذي ساهم بمبلغ 200 مليون في المؤتمر.