حرص عبد القادر الكيحل، خلال لقائه مساء أمس الخميس بمقر مفتشية الحزب بمنطقة الحبوس بالدارالبيضاء، على الظهور بمظهر القيادي الاستقلالي الذي يأخذ مسافة من الطرفين المتصارعين داخل الحزب، وتقديم نفسه، فعلا، كزعيم لما بات يسمى بالخط الثالث. مؤكدا لأنصاره بأنه، ورغم ما يبدو ويروج عن هيمنة حمدي ولد الرشيد ومن معه على الحزب، فإنه مازال يتوفر على أغلبية أعشاء المجلس الوطني والمؤتمرين، وأنه من الوارد جدا دخوله غمار منافسة نزار بركة على خلافة حميد شباط. اللقاء الذي عقده الكيحل لشرح ملابسات البلاغ الذي وقعه رفقة عبد الله البقالي وعادل بنحمزة، قال فيه إن المواقف التي عبر عنها البلاغ وافق عليها جل رؤساء روابط الحزب ومنظماته، الذين لم يكن بإمكانهم توقيعها إلى جانب القياديين الثلاثة نظرا لصعوبة مسطرة جمع هياكل تنظيماتهم للمصادقة على البلاغ، ولذلك فوضت الهياكل والمنظمات الموازية للكيحل والبقالي وبنحمزة التوقيع عليها نيابة عنها. اللقاء الذي حضره الكيحل إلى الدارالبيضاء مسنودا بكل من رئيس رابطة الأطباء الاستقلاليين خالد لحلو، ورئيس رابطة المحامين خالد الطرابلسي، ورئيس رابطة الصيادلة كريم آيت احمد، وكاتب عام جمعية البناة رشدي رمزي، ورئيسة منظمة فتيات الانبعاث رقية أشكال، وعضو المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية منير البكاري، ورئيس رابطة المتصرفين الاستقلاليين عبد الكريم البكاري، ومدير ديوان عباس الفاسي في الوزارة عبد الله الوارثي، وآخرين. قال فيه الكيحل إن توقيع بلاغ "الخط الثالث" جاء "بعد اتفاقنا مع شباط على إعلان عدم ترشيحه لولاية ثالثة، وتراجع عن اتفاقه معنا بعد اجتماعات ماراطونية مع رؤساء الروابط والهيئات والمنظمات الحزبية". وانتقد الكيحل نزار بركة الذي قال إنه لم يتفاعل مع بلاغ "الخط الثالث" كما انتقده على "حياده وصمته السلبي من هجوم مجموعة حمدي ولد الرشيد على الحزب ونقابته وإساءتهم للأمين العام حميد شباط، وعدم اتخاذه أي موقف مما حدث". ولم يسلم رفيق الكيحل في "الخط الثالث" عبد لله البقالي، من انتقادات الكيحل، الذي أبدى موافقته على عدد من التدخلات التي عاتبت البقالي، بصفته كمدير لجريدة "العلم" ورئيس للجنة التحضيرية، على نشره مقال نزار بركة بجريدة الحزب، وأساسا على نشره لائحة رؤساء المؤتمرات الإقليمية للحزب رغم أنها لم تكن محط اتفاق داخل اللجنة التنفيذية. وتفاعلا مع الأصوات التي دعته للترشح لخلافة حميد شباط، قال الكيحل: "أنا مع الجماعة وكل شيئ ممكن.. وإذا كان ترشيحي سيقوي الحزب فسأترشح، أما إذا كان سيعمق الهوة بين الاستقلاليين فلا فائدة منه"، مضيفا: "سوف أصلي صلاة الاستخارة لأتبين إن كنت سأترشح لمنصب الأمين العام من عدمه". وتابع الكيحل في نفس السياق قوله: "لن أضع يدي في يدهم (في إشارة لمجموعة ولد الرشيد) ولا مشكل لدي في انتظار ولاية أربع سنوات" مؤكدا: " تأكدوا أن 80 بالمائة من الاستقلاليين معنا، بما في ذلك أولئك الذي أشرفوا هم ( مجموعة ولد الرشيد) على مؤتمراتهم الإقليمية في الجنوب. ودعا الكيحل أنصاره للحضور بكثافة لاجتماع لجنة القوانين، غدا السبت بالرباط، مؤكدا لهم حرصه على انعقاد المؤتمر لوطني 17 في موعده "كلما تأجل فلن يكون في صالحنا" يقول الكيحل.