بعدما كانت كل الأحزاب قد انتقدت إنشاء "البام" في 2008، بما في ذلك الحركة الشعبية، الذي يصنف في خانة الاحزاب الإدارية، ها هو إلياس العماري بعد إنزاله من "التراكتور" يعترف بوجود "أحزاب تم إنشاؤها بطرق قيصرية لأداء وظائف ظرفية". ففي آخر مقال له بموقع "هسبريس" قال العماري: "سياسيا، أضحى المشهد الحزبي ببلادنا أشبه بركح للتمثيل؛ فعوض التنافس بين البرامج والتصورات، تحوّل أغلب الفاعلين السياسيين إلى ذوات تتصارع على احتلال المواقع وتقلد المناصب". مضيفا: "وقد أفرز هذا المشهد ظاهرة خطيرة تحوّل فيها الدفاع عن التعددية الحزبية، رغم صوريتها، إلى حلبة للسب والقذف والاتهام والتخوين. وهي تعددية صورية بحكم أن ثمة أحزابا أملت الضرورة الموضوعية وجودها، وثمة أحزابا أخرى تم إنشاؤها بطرق قيصرية لأداء وظائف ظرفية". "وقد ساهمت هذه الظاهرة في فتور جو الثقة بين السياسيين أنفسهم، وبينهم وبين المواطنين من جهة، وبينهم وبين الدولة من جهة أخرى" يقول إلياس العماري.