يبني تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" استراتيجيته في استقطاب الشباب المحروم والمهمش في الأوطان العربية والاسلامية، أو المقصي والمستلب من أبناء المهاجرين المسلمين في أوروبا، على قاعدة توفير زوجة صالحة في "أرض الجهاد" بسوريا والعراق، والفوز بالحور العين بعد "الاستشهاد". هذا عينه ما قام به القديس فالنتاين، الذي ارتبط اسمه بعيد الحب 14 فبراير من كل سنة. ففي القرن الثالث بعد ميلاد المسيح، كانت المسيحية في بداية انتشارها، وكان الإمبراطور أكلوديوس القوطي، حاكم الإمبراطورية الرومانية "الوثني"، قد حرّم الزواج على الجنود حتى لا يشغلهم عن خوض الحروب بالحب، لكن راهبا مسيحيا اسمه فالنتاين تحدى هذا القرار وأصبح يضرب موعدا للعشاق في أماكن سرية ليبارك زواجهم ويدعو لهم بدوام الحب وطول العشرة، مبررا ذلك بأن الحب لا يمنع الحرب… إلى أن افتضح أمره وزج به في السجن قبل أن يحكم عليه بالإعدام، وفي سجنه سيقع الراهب الوقور في حب ابنة سجّانه، ضدا على تقاليد الرهبنة. عندما بلغ الخبر إلى الإمبراطور أكلوديوس الثاني عرض عليه الردة عن المسيحية واعتناق دين روما الوثني مقابل أن يعفو عنه ويصاهره، لكنه تشبث بدينه فمكث في السجن في انتظار موعد فصل رأسه عن جسده. خلال مدة اعتقاله كان العشاق يقتربون من سجنه ويرمون الورود على جدرانه فيبارك الراهب فالنتاين زواجهم عن بُعد.. وفي يوم 14 فبراير عام 270، وهناك من قال 14 فبراير 296، أمر الامبراطور الوثني إعدام الراهب فالنتاين، ومن يومها أطلق عليه لقب القديس. إن ما يجمع القديس فالنتاين بداعش هو شعار: الحب لا يمنع الحرب. فهل سيحتفل العالم بعد مئات السنين، بأبي بكر البغدادي ناصِر الحربِ بالحُب.